أحياء وسط مكة.. مسميات تاريخية سقطت من الذاكرة
سقطت كثير من أسماء الأحياء المكونة للعاصمة المقدسة على مدى الأزمان، وغابت أسماء تليدة، زحفت مكانها مسميات حديثة غلبت على ما كان متعارفا عليه في السابق من الأحياء، وفي المقابل برزت أسماء جديدة، تداولها السكان، منها أحياء وسط مكة مثل دغش، المقرح، واللصوص، ينطقها الجميع دون إلمام بمصادر التسمية.
الاثنين / 19 / ربيع الأول / 1435 هـ - 21:30 - الاثنين 20 يناير 2014 21:30
سقطت كثير من أسماء الأحياء المكونة للعاصمة المقدسة على مدى الأزمان، وغابت أسماء تليدة، زحفت مكانها مسميات حديثة غلبت على ما كان متعارفا عليه في السابق من الأحياء، وفي المقابل برزت أسماء جديدة، تداولها السكان، منها أحياء وسط مكة مثل دغش، المقرح، واللصوص، ينطقها الجميع دون إلمام بمصادر التسمية.
العمدة فيصل القرشي، عمدة حي الشهداء منذ 18 عاما قدم سياحة تاريخية في مسميات تلك الأحياء الواقعة على امتداد شارع الحج، فحول مسمى حي دغش الواقع على شارع الحج، يشير إلى أنه يمثل مخططا تجاريا تم تخطيطه في 1404، إلا أنه لم ينل نصيبه من الخدمات، فلفه الإهمال وتحول إلى مكان أشبه بالعشوائي.
ويضيف «يعود اسم دغش إلى رجل اشتهر بالطيبة والصلاح، إذ كان دغش بن طلال القحطاني يقدم كثيرا من الخدمات لمجتمعه، كما لعب دورا في تطوير بعض الأحياء، فحمل هذا الموقع اسمه».
وعن مسمى حي المقرح، يبين العمدة القرشي أن المسمى يعود إلى الشعب أو الطريق الذي يمتد إلى موقع السجن العام، وكان يسمى بخط التهريب سابقا، ورأى أنه اسم ليس له أساس في التاريخ، إلا أن كلمة المقرح تطلق على الطريق الضيق الذي يمتد لينفرج إلى مكان أوسع.
ويشير إلى أن تسمية شارع اللصوص تعود إلى جبلين ضيقين، بينهما تمر الجمال العابرة بالحجاج والمعتمرين والزوار والتجار، وكان المكان يمثل موقعا لتجمع قطاع الطرق، مما فرض تجمع العابرين ليشكلوا تكتلا يخيف اللصوص، ويعبروا الطريق دون ضرر، وأردف «لكن ليس للاسم تاريخ علمي أو دراسات، وتم إطلاق اسم الأندلس حاليا على الحي».
وعن حي التشاليح، أوضح العمدة أنه يقع على شارع المقرح، وكان يسمى في السابق بحي «خليقة العشر مظلم» وكان أحد مناطق مكة النائية، ويضم مجموعة ورش وتشاليح السيارات، وتعداها العمران والحضارة، وأضحى موقعه منفرا للسكان لتراكم الحديد وقطع الغيار وورش تصليح السيارات، وصدر قرار سابق من البلدية لنقلها، بيد أن الأمر لم يتم بسبب عدم وجود مكان بديل، فظل الحي يراوح مكانه ولم يشهد أي تطور حيث ينأى عن سكنه المواطنون على الرغم من وجود ملاك لأراضيه، فتحول إلى بؤرة لإيواء المخالفين ومجهولي الهوية.
وتحدث القرشي عن حي الصناعية بقوله «عزمت البلدية على تغيير الحي كونه يقع في منطقة مركزية تمثل واجهة لمكة، وهو من ضمن المناطق التي ستزال، وحاله الآن يؤكد ضرورة ذلك بسبب السيارات المهملة، واكتظاظ المكان بالعمالة المخالفة، كما يعاني سكان الحي من الغرق وقت الأمطار، وتتوقف الحركة فيه».