يا أخي عيب!
الثلاثاء / 3 / محرم / 1438 هـ - 09:45 - الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 09:45
نعم هو المجتمع عندما يعرف العيب استنادا لما نصت عليه بعض التأويلات التي يلقيها عليهم شخص ما. ويموت هذا سنين طويلة « عيب » الشخص وتعيش كلمة بعد ذلك. العيب في بعض المجتمعات لا ينطبق على شيء يستعاب منه لأنه أمرغير سوي، ولكن العيب هو الذي لا يتماشى مع فئة من المجتمع تعيش حياة مخملية بعيدة عن الطبقات الأخرى، ومن ذلك المنطلق يسمح لها بتصنيف بعض الأمور نظرا لمكانتها الاجتماعية.
بكل ما تعنيه « المشكلة » ومن هنا بدأت هذه الكلمة والتي تفرعت منها أمور كثيرة إحدى نتائجها هي البطالة الموجودة في مجتمعاتنا وبأعداد كبيرة. لو فرضنا أن جميع أبناء الوطن سيكونون ذوي مناصب إدارية عليا، فمن سيكون في الخط الأمامي في عالم الأعمال؟ ومن سيقوم بدور خدمة العملاء مثلا؟ في كل منظومة أعمال ستكون هناك أعمال فنية وإدارية، ولا عيب في كلتيهما، فقط سيكون التصنيف على حسب المهارات المتوفرة في هذا الشخص بعيدا عن أي عوامل أخرى.
فمنذ مدة من الزمن يعتبر العمل في مطاعم الوجبات السريعة والمنتشرة في كل مكان شيئا من العيب الذي تصنفه بعض مجتمعاتنا. كما تعتبر الأعمال المهنية كالسباكة والحدادة والنجارة أعمالا لا تليق بشبابنا، وهذا ما سبب أزمة داخل نفس كل شخص بألا يضع نفسه موضع الاستهزاء من الآخرين.
ومن هذا المنطلق ابتدأ أرباب العمل بجلب العمالة الأجنبية لتلبية احتياجات الأعمال التجارية الصغيرة والمهنية في أغلب الأحيان، والتي كان الأولى بها هو ابن الوطن.
في الدول المتقدمة والتي تعتبر فيها المؤسسات التعليمية والمستوى التعليمي عاليا، تعتبر نسبة العمالة الأجنبية ضئيلة جدا مقارنة بشاغلي الأعمال من جنسية البلد نفسه. فمثلا كوني أعيش التجربة هنا في الولايات المتحدة، فأنا أرى المجتمع الأمريكي بشبابه وكبار السن فيه يشغلون كل المهن، سواء الحرفية أو غيرها.
عندما كنت في معهد اللغة كان لدي مدرس يعمل في معهد اللغة حتى وقت الظهيرة، ثم بعد ذلك يتجه إلى المقهى المجاور للعمل كمضيف لتقديم القهوة للزبائن. ففي الصباح هو المعلم المتمكن الذي كل همه هو زرع مبادئ العلم والمعرفة لدى طلابه، وبعد الظهيرة تجده من أفضل مقدمي القهوة في ذلك المقهى وكل همه أن يكون كل الزائرين قد استمتعوا بقضاء وقتهم هناك.
أيضا مدرستي التي تحمل شهادتين إحداهما جامعية والأخرى في الدراسات العليا، كانت تعمل كمدرسة في أول اليوم وكبائعة في عملها الثاني في المتجر في سوق المدينة. فلنقل إن أحدا سيتبع خطاهما في مجتمعنا، فبنسبة كبيرة يا خي » ستكون ردة الفعل من البعض هي أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه .
« عيب مجتمعاتنا تحث على العمل، وأرى من يقوم بتلك الأعمال من بني جلدتي أبناء الوطن الذين هم أحق أن يكونوا المستفيد الأول من هذه الأعمال التجارية.
أتمنى أن يزرع في نفوس شبابنا حب العمل ...« ما حك جلدك مثل ظفرك » وتطبيق مقولة هناك أمثلة رائعة في المملكة تصور دورالشاب السعودي في كل المجالات، ومنها
مشروع فطور فارس الذي يقوم على أيد سعودية ذات كفاءة عالية. نتمنى أن تصبح السعودية كلها فطور فارس، ونقوم بالنقلة النوعية لهذا الوطن يدا بيد.