باجودة .. معجزة اللغة
هو الاستثناء في المخيلة الفكرية والثقافية في مكة المكرمة، تشرب العلوم والمعارف منذ نعومة أظفاره، واستلهم ينابيع الفكر والثقافة من أمهات الكتب والموسوعات الثقافية الزاخرة في الحجاز
الاحد / 12 / رجب / 1435 هـ - 00:15 - الاحد 11 مايو 2014 00:15
هو الاستثناء في المخيلة الفكرية والثقافية في مكة المكرمة، تشرب العلوم والمعارف منذ نعومة أظفاره، واستلهم ينابيع الفكر والثقافة من أمهات الكتب والموسوعات الثقافية الزاخرة في الحجاز. يجمع كثير من الباحثين والأكاديميين على أنه جامعة فكرية مستقلة تحمل في خلجاتها إمضاءات الرؤى المتفردة ونياشين المعارف، والعلوم على اختلاف نماذجها، وهو الشخصية المثقفة التي تجمع بين دفاتها أرتالا من الدراسات والبحوث والكتب التي أضافت الشيء الكثير للذاكرة العربية. قد يكون الدكتور حسن محمد أحمد باجودة إرثا فكريا، ومكتبات امتلأت بها الأرصفة ما يفوق مكتبتي كليتي الشريعة والتربية معا، وهو بذلك يعتبر أحد أهم الأسماء التي أثقلت العقلية العربية بالفكر والأدب والشعر لهذا المفكر، الذي ولد في الطائف 1360، ودرس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مكة المكرمة. تحصل على بكالوريوس اللغة العربية في كلية آداب جامعة القاهرة عام 1382، وعمل معيدا لـمدة عامين في قسم اللغة العربية كلية التربية بمكة المكرمة، ثم ابتعث إلى جامعة لندن، تحصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن مع التوصية بطبع الرسالة في الصورة التي قدمت فيها للمناقشة، واشتملت الرسالة على جمع شعر ما يزيد على مائة وخمسين شاعرا وشاعرة من شعراء المدينة المنورة من العصر الجاهلي، حتى نهاية عصر بني أمية وعدد الأبيات 6259 بيتا، وهو أول من عاد حاملا للدكتوراه من مبعوثي كليتي الشريعة والتربية. عين الدكتور البروفيسور باجودة مدرسا ورئيسا لقسم اللغة العربية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة عام 1388، وعُيّن وكيلا لكلية الشريعة عام 1394، إضافة إلى رئاسة القسم، وكان يُدَرِّس آنذاك عشر مواد في القسم، إضافة إلى ساعتين اثنتين في قسم التّاريخ. وعكف خمس سنوات يعمل من أجل قسم الدراسات العليا العربية الذي تم افتتاحه في رمضان سنة 1393، وتولى رئاسته وترك رئاسة قسم اللغة العربية، وظل رئيسا لقسم الدراسات العليا العربية زهاء سبع عشرة سنة، باستثناء السنة التي قام فيها بالتدريس أستاذا زائرا بقسم الدراسات السامية بجامعة سيدني بأستراليا. نال البروفيسور باجودة درجة أستاذ مشارك عام 1394، ومنحته جامعة الملك عبدالعزيز جائزة البحث العلمي 1394، ونال درجة أستاذ عام 1400، وهو أول مواطن ينال درجة الأستاذية من جامعة الملك عبدالعزيز، وكان يشترط مضي اثني عشر عاما بعد الدكتوراه، كما قام بالإشراف على أولى رسائل الدكتوراه في اللغة العربيّة في المملكة، إضافة إلى أنه أشرف على أول عدد لمجلة جامعة الملك عبدالعزيز. تسنم البروفيسور باجودة منصب أستاذ الدراسات القرآنية البيانية بجامعة أم القرى، ورئيس لجنة تحكيم مسابقة الملك عبدالعزيز العالمية للقرآن الكريم من 1402 إلى 1426هـ، ووكيل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله تعالى على وقفي أبي نمَي والكرْكي من عام 1407 حتى 1429. عُيّن عميدا لكلية اللغة العربية لفترتين متتابعتين، ساعد على إنشاء قسم الدراسات العليا العربية بجامعة سدني، درس فَصْلا دراسيا في جامعة القائد الأعظم في العاصمة إسلام أباد، كان يذهب في الصيف سنويا إلى جامعة أستراليا الوطنية في العاصمة كانبرا لتدريس اللغة العربية ومساعدة كل طلاب اللغة العربية والدراسات الإسلامية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه الذين يحتاجون للعون والمساعدة، وكان دائما يمثل الجامعة، ورابطة العالم الإسلامي في شؤون قارة أستراليا في المؤتمرات. تولى عضوية عدة لجان في رابطة العالم الإسلامي، إضافة إلى لجان أخرى متعددة في اللغة العربية والقرآن الكريم، وشارك حكما في عدة مسابقات دولية وترأس لجنة فحص الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه التي كتبت عن المملكة في جامعة أم القرى منذ إنشاء اللجنة وحتى تقاعده، كما نال جائزة البحث العلمي من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1394، ومن أبرز أعماله ديوان عبدالله بن رواحة (دراسة وجمع وتحقيق) القاهرة.