سيناريو (التحفيظ) في السجون!!
بعد النسيان
الاثنين / 2 / محرم / 1438 هـ - 00:45 - الاثنين 3 أكتوبر 2016 00:45
يواصل الأستاذ (محظوظ) قائلاً: أنا معلم، وخريج جامعة إسلاميةٍ ما، في مدينة منورة ما!! وكنت أعرف قبل دخولي (الإصلاحية): أن (مُخْ رجّات) الترعية والتبليم يندى لها الجبين في الأسوياء والناجحين، فكيف بغيرهم؟!
وكم من تغريدة فضحت مسؤولًا في مرفق إعلامي وتعليمي، يحمل الدكتوراه من جامعة إسلامية ما، في رياضٍ ما، و(يقحش) علاوات وبدلات وانتدابات، تفوق راتب الوزيرقبل التخفيض؛ وهو لا يفرق بين (التظليل) و(التضليل)!!
فما بالك بمفحطٍ مراهق؟ أو مدمن؟ أو حرامي (جوالات)؟
كانوا يهربون من المدارس في الأيام العادية، وفي (الامتهانات) الرسمية يقدمون الأوراق بيضاء بمجرد كتابة أسمائهم ولا تدقق: هل يحسنونها أم لا؟ ويتسابقون كقرود (البابون) إلى حفلات الهوس، والحب، والحبوب، و... ما انتوا عارفين!! والشرطة تعرف، ومرور الكرام يعرف، و(جمس بوند) يعرف أيضًا!! فكيف ينقلب البطل (الدرباوي) فجأةً، إلى (شيخ) طليق اللحية، قصير الثوب، طازج المسواك؟ ويخرج مستفيدًا من العفو ليجد وظيفته جاهزة: مؤذنًا، أو حارسًا، أو نائبًا للإمام وهي الوظيفة التي ألغتها وزارة الشؤون الإسلامية مؤخرًا لتوفر ( 360 ) مليون ريال أو حتى مُغَسِّل أموات وحفار قبور!!
وهي الوظائف التي لم تتورع (مافيا المخدرات) عن إغراء بعض أصحابها من (التائبين)؛ لتهرب سمومها في (الجنائز) والمقابر، بل والمصاحف! ولا أخطر من مافيا المخدرات، في تجنيد هؤلاء إلا مافيا (داعش)!!
وربما اشتهر من التائبين من أصبح (واعظًا)، يستثمر تجربته في المهرجانات وبعض القنوات، ولكنك نادرًا جدًا ما تسمع عن تائبٍ خرج من (الإصلاحية) إمامًا وخطيبًا في جامع؛ لأن ذلك سيفضحه، ويفضح من أجازه دون أن يحسن تلاوة (الفاتحة)!!
حيث يتم (تحفيظه) والعهدة على الأستاذ (محظوظ) بسيناريوهين: أحلاهما أن يتغاضى (المُحفِّظُ) بحسن نية؛ على أمل أن يبلغ المحكوم درجة الإتقان بعد أن يخرج؛ مراعيًا أن أساسه التعليمي أوهن من بيت شعرٍ مسروق!!
ولكن طيِّب النية هذا سرعان ما يقشعر جلده وهو يرى من يبتذل كتاب الله ويبيعه بمبلغ وقدره (.....)، يقبض ثلثه مقدمًا، والباقي بشيكٍ مصدق، بتاريخ يوم خروج المحكوم رسميًا! ولكن كيف يضبط ذلك؟ إلا أن يعاد النظر في هذا النظام من أساسه؛ توقيرًا لكتاب الله، وصيانة له من شبهات الابتذال والمتاجرة!!