المصليات النسائية معزولة ومخيفة!

لست أدري لأي سبب يتم إبعاد مصلى النساء بقدر يجعل ولوج أبوابه مخيفا لكثير ممن يردن تأدية الصلاة فيه، فهو معزول بجدران اسمنتية، وبعيد عن مسجد الرجال، ومفصول عنه بشكل نهائي، الأمر الذي يجعل أولياء الأمور لا يطمئنون على أهلهم داخل هذه المصليات، ويظل بالهم مشغولاً عليهم طوال مكوثهم هناك.

لست أدري لأي سبب يتم إبعاد مصلى النساء بقدر يجعل ولوج أبوابه مخيفا لكثير ممن يردن تأدية الصلاة فيه، فهو معزول بجدران اسمنتية، وبعيد عن مسجد الرجال، ومفصول عنه بشكل نهائي، الأمر الذي يجعل أولياء الأمور لا يطمئنون على أهلهم داخل هذه المصليات، ويظل بالهم مشغولاً عليهم طوال مكوثهم هناك. وإلى جانب البعد، جلها تفتقر للإضاءة المناسبة، وإلى دورات المياه الصالحة للاستخدام، ناهيك عن عدم نظافة الأرضيات، وتراكم الأتربة والمخلفات عليها؛ مما يجعلها مخبأ للحشرات ونحوها، وهذا حال أغلب المصليات النسائية المنتشرة حول المدن وعلى طرق المسافرين، إن لم يكن كلها. أما تلك المصليات الملحقة بمساجد الرجال داخل المدن، فهي بعيدة أيضا لكنها بشكل رأسي وليس أفقي كما هو حال التي أنشئت لعابرات السبيل، وأعني بذلك أنها عبارة عن دور علوي، لا تستطيع المصلية الوصول إليها بسهولة، حيث يتوجب عليها صعود سلم مرتفع الدرجات، ضيق المسار، وبالطبع ليس بمقدور كل النساء صعود السلالم المرتفعة، فكبيرات السن وهن أكثر مرتادي هذه المصليات خاصة وقت رمضان لأداء التراويح والقيام، أصبحن يُعانين من هذه المشكلة، وبالمثل ذوات الاحتياجات الخاصة ومن لديهن مشاكل صحية يرتدين المصليات لكنهن لا يجدن وسيلة لبلوغها، ثم إن جانب السلامة غير متحقق حتى في أبسط صوره، ففي حال أي طارئ- لا سمح الله- لا توجد أي مخارج سوى ذلك السلم المذكور آنفا. والسؤال الذي يعنّ للخاطر، ويبحث عن إجابة وافية شافية في مثل هذه الحال هو: لماذا لا يتم وضع تنظيم معين بحيث تُقتطع مساحة من مسجد الرجال تكون لصالح النساء؟ وهذا معمول به في بعض المساجد، مع وضع ساتر بتصميم يناسب خصوصية المرأة ولا يمنعها من متابعة صلاة الرجال؛ كيلا يحدث خلل في الصلاة كما في حال سهو الإمام أو سجود التلاوة؟.