سجن المدينة بين لوعة الفراق وتردي العنابر

امرأة ستينية تعين أخرى ضريرة على الخروج من بوابة السجن العام بالمدينة المنورة، وثالثة تحمل طفلا يجهش بالبكاء والحيرة والخوف يرتسمان على وجه الصغير؛ هكذا بدا حال زائرات لأزواجهن والأقرباء الموقوفين خلف القضبان

u0632u0627u0626u0631u0627u062a u0644u0644u0633u062cu0646 u0627u0644u0639u0627u0645 u0628u0627u0644u0645u062fu064au0646u0629 (u0645u0643u0629)

امرأة ستينية تعين أخرى ضريرة على الخروج من بوابة السجن العام بالمدينة المنورة، وثالثة تحمل طفلا يجهش بالبكاء والحيرة والخوف يرتسمان على وجه الصغير؛ هكذا بدا حال زائرات لأزواجهن والأقرباء الموقوفين خلف القضبان. تصيح إحداهن عند رؤية زوجها الذي لا ترى وجهه جيدا ولا تسمع سوى كلمات متقاطعة من صوته بعد أن اختلط بأصوات زملائه وزائريهم، تسأله عن أحواله داخل السجن بعد أن حكم عليه بثلاث سنوات وهي تتمسك بقضبان تراكم عليها الغبار والعرق حتى تغير لون عبايتها فيطمئنها زوجها بأن خروجه بات وشيكا وأن صحته جيدة. والدة أحد النزلاء انهارت بالبكاء عندما دخلت لزيارة ابنها الذي سجن بسبب كفالته لآخر في مبلغ مالي، وكان سبب انهيارها تهالك السجن من الداخل والذي لا يوحي ببيئة صحية للنزلاء، خاصة أن ابنها تعود على الحياة المرفهة فخافت عليه من إصابته بمرض يتسبب في تدهور حالته الصحية. فيما عانت امرأة ضريرة بشدة أثناء دخولها وخروجها لزيارة قريبة لها بسبب افتقار الدرج المبني من الاسمنت لدرابزين يتعكز عليه كبار السن، بينما بدا طفل لا يتجاوز عمره ست سنوات مذهولا خائفا منذ دخوله حتى خروجه وعيناه متسعتان يكاد لا يرمش له جفن. من جانبها أكدت الأخصائية الاجتماعية بجامعة طيبة فاطمة زكزك، أنه لا يمكن التعميم على أسر النزلاء والنزيلات بأنهم جميعا يعانون نفسيا من رؤية أحد ذويهم خلف القضبان، فهناك عدة حالات، إذ إن بعضهم تعود على دخول أحد أقاربهم إلى السجن حتى أصبح الأمر مألوفا تجاه دخوله وخروجه سواء كان رجل أو امرأة، وهناك من يعود أدراجه من بوابة السجن لعدم استطاعته الدخول ورؤية قريب في هذا الوضع، وآخرون يسيطرون على قلوبهم ويدخلون يؤازرون من لديهم ويطمئنون عليهم. وأشارت إلى أن الأطفال لا يستوعبون شيئا مما يحدث حولهم، وهناك أطفال وصلوا لمرحلة الإدراك يتأثرون بما يشاهدونه ويعلق في ذاكرتهم، خاصة الذين يقومون بزيارة أمهاتهم وآبائهم داخل السجن ويرفضون الخروج. وعن رداءة السجن من الداخل أكد مصدر داخل السجن لـ»مكة» أن العمل جار على الانتهاء من السجن العام الجديد الذي سيكون أفضل بكثير من السجن الحالي.