سوريا.. لا بد من حل
السبت / 30 / ذو الحجة / 1437 هـ - 07:30 - السبت 1 أكتوبر 2016 07:30
سوريا مثل أي دولة مضطربة في العالم، طالب شعبها بمطالب إلى أن تعالى صوت المطالب إلى سقوط نظام الدولة، فكانت صاعقة للعالم قبل الصاعقة التي لم تخطر في مخيلة الرئيس بشار الذي كان يعتقد بأن شعبه راغب فيه ومدافع عنه وعن النظام ولا يمكن أن يخرج عليه، والسبب الرئيس الذي اعتمد عليه بشار أن هذه الدولة في عمق منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجي للعالم.
ولنسقط سؤالا الآن حول هذا الحد الذي وصل إلى نزاع مهلك وحرب أهلية لا نهاية لها: من المستفيد منها؟ سؤال للداخل السوري الذي فقد أرواحا وزادت رقعة المقابر فيه على رقعة البساط الأخضر السابق! دعونا من الخارج، واحد يقول إسرائيل وآخر يقول روسيا وإيران وأمريكا.
فاختلاف المعارضة السورية فيما بينها هو أهم ضعف استغله أصحاب المصالح بسوريا، بينما النظام السوري لا يزال يتمتع بصلابة ولم يعد يسمع أن قيادات أو مسؤولين انشقوا عنه، بل ربما البعض ممن انشق سابقا واستقبل في أحضان المعارضة ظاهرا بدا له الأمر بعد التدقيق أن المعارضة داخلها معارضات وفصائل وجبهات متعددة الأوجه.
وبات السوري المسكين في حيرة من أمره، بل ربما أنه في تلك المعمعة من المعارضات كانت فصائل تظهر أنه ضد النظام ومع المعارضة لتأخذ أكبر عدد ممكن من المقاتلين، فيتنقل السوريون بينها إلى أن يصلوا إلى ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي ويبدو له بعد ذلك العجب العجاب، إلى أن يحاول اللحاق بركب لاجئين ببوصلة مجهولة من العالم، وربما يكون قبل ذلك ضمن أشلاء لا تعد من أثر براميل متفجرة أو يكون محاصرا في إحدى القرى مرة ضمن المعارضة وتارة ضمن النظام وأخرى داعش، فلا ماتوا من ذلك العذاب ولا انزاحت عنهم تلك التبعية اليومية، وهذه معاناة الداخل السوري وربما كثير منهم يقول «ليتنا بقينا على نظام واحد ولو كان ظالما خير من تعدد الظلمة»! فالكثير لا يعلم عنهم من الذي مع الشعب المغلوب على أمره ومن يتاجر باسم الشعب ويذهب.
ألا يمكن أن يكون ضمن الحلول بقاء بشار الأسد كرئيس انتقالي وتسحب منه صلاحيات السلطة وتنتقل إلى الجيش السوري المشكل من جيش النظام والجيش الحر تحت قيادة موحدة تعينها الأمم المتحدة يشرف على البدء بالإعمار وعودة اللاجئين وتوقف إطلاق النار الدائم من كل الأطراف وحكومة موقته من المعارضة والنظام لحين إتمام الجيش استتباب الأمن في كل أنحاء سوريا والإعلان بعد ذلك عن تاريخ محدد لبدء انتقال السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة.
لا بد من إرخاء الحبل بين الأشقاء السوريين، فالشد إلى ما لا نهاية غير ممكن، وبذلك ستقسم سوريا إلى دويلات سورية مجهولة وسقوط كل من شد ذلك الحبل غير مأسوف عليهم.