باحثون: تحضير البعثات تجاوزت المناطقية وأسهمت في النهضة المعرفية
تعد مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة التي أسسها الشيخ محمد الدباغ في 19 جمادى الأول 1355، بجبل هندي، من أهم الأحداث التعليمية في السعودية والجزيرة العربية على حد سواء، وثاني أقدم مدرسة بمكة بعد مدرسة الصولتية
الأربعاء / 8 / رجب / 1435 هـ - 23:30 - الأربعاء 7 مايو 2014 23:30
تعد مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة التي أسسها الشيخ محمد الدباغ في 19 جمادى الأول 1355، بجبل هندي، من أهم الأحداث التعليمية في السعودية والجزيرة العربية على حد سواء، وثاني أقدم مدرسة بمكة بعد مدرسة الصولتية. ذلك ما أوضحه الباحث حسين بافقيه الذي أكد أن كبار المسؤولين في الدولة وقدامى الأدباء والمفكرين والمثقفين يدينون بالفضل والرعاية لمؤسس المدرسة الدباغ، معتبرا إنشاءها حدثا غير عادي، إذ أسست في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز عندما أحست الدولة أنها مقبلة على خطوات تطويرية وتنموية كبرى، فسارعت إلى إنشائها على النظام التعليمي الحديث، واستمرت المدرسة في التنمية والتطوير كما أضاف أنها اكملت مشوار المدرسة الصولتية في نشرالعلم والثقافة . وبين بافقيه أن غرضها يتمحور حول التحاق بعض الطلاب لإكمال الدراسة في الجامعات العربية والأوروبية، لافتا إلى أنه كان يديرها مجموعة من المربين الكبار كأحمد العربي وعبدالله عبدالجبار وعبدالله بغدادي، إذ كانت تعنى بالعلوم المختلفة التي تهيئ الطالب لأن يلتحق بالجامعات، فأقبل عليها جمع كبير من الطلاب من مختلف مدن وقرى المملكة، فكانت مكانا لاجتماع الطلاب وتعارفهم. ويعتقد بافقيه أنها كانت تمثل نبراسا لصياغة مفهوم الوحدة الوطنية في ذلك الوقت، بإقبال الطلاب المتفوقين عليها من مدن السعودية كافة حاضرة وبادية، متجاوزة المناطقية في ذلك، معددا بعض الأسماء البارزة في الدولة التي تخرجت فيها مثل الدكتور أحمد زكي يماني والكاتب عابد حزندار ومنصور الخريجي وجميل صالح ملائكة والدكتور سعود سجيني وعيسى عنقاوي والمهندس علي رضا وعبدالكريم جمال حريري وحسن جوهرجي وإدريس الناصر. من جانبه قال أجواد الفاسي أحد المهتمين بتاريخ مكة إن المدرسة كانت أقرب في مفهومها إلى المعهد العالي ونواة جامعة متكاملة التخصصات، مشيرا إلى أن ما كان يدرّس فيها يشبه النمط التعليمي المصري، لتأثر التعليم في المملكة بالتعليم المصري آنذاك، مؤكدا أن جميع الطلبة الذين تخرجوا فيها أسهموا في نقلة نوعية للبلاد وأصبحوا مسؤولين بارزين في الدولة ومفكرين وأدباء وعلماء خدموا البلاد في جوانبها المعرفية والتنموية كافة.
«إن الذين انتسبوا للمدرسة قديما جاؤوا بأفكار جديدة متخطين التقليدية المعهودة في مجتمعنا، ولكن بعد تطور الحياة العلمية وإنشاء الجامعات توقفت، لأن المهمة التي أنشئت من أجلها انتهت، لكنها تظل معلما أساسيا في الثقافة والفكر والنهضة والتطور»
أجواد الفاسي
«كان القائمون على المدرسة يعقدون كثيرا من المناشط والفعاليات التي لم تعرف في سواها من المدارس في ذلك العصر، وقد حفظ لنا المربي عبدالله بغدادي ووثق بعضا من تلك المناشط حينما أخرج لنا كتيبا سماه «ندوة المسامرات الأدبية» التي كانت تعقد أسبوعيا وتحديدا كل خميس في المدرسة»
حسين بافقيه