الرأي

تعظيم سلام للعقيد (جميل محمود)!!

بعد النسيان

قليل من جيل (2030) من يعرف الموسيقي الفنان الشاعر (جميل محمود)؛ الذي لو لم يترك للسعوديين غير برنامجه الشهير (وتر وسمر) لكفاه إنجازًا يخلِّده جنبًا إلى جنب مع (طارق عبد الحكيم) و(فوزي محسون)! فعلاوة على أهميته في توثيق أغزر المراحل الفنية في تاريخ المملكة؛ فقد صادف وقت عرضه ـ في الثمانينات الميلادية ـ ذروة بروز تيار (بني صحيون) المسعور، واختطافه الإعلام!! وقد أوغل هدير التيار الحانق، في التأثير على بعض من قدمهم البرنامج نفسه؛ فأعلنوا (توبتهم)، وأطلقوا لحاهم، وصوروا حياتهم قبل (الهداية) ـ بتهويل مقصود مدجج بالبكاء والعويل ـ خرابة منتنة، من الفسق، والعربدة، والتحشيش، والمخدرات! كالفنان (فهد بن سعيد)، الذي صرحت ابنته (فتُّو) لبرنامج (mbc في أسبوع) أنه تلقى وعودًا بالدعم والتعويض من بعض رموز (الصحاينة) ـ كما فعلوا مع بطلة (ذات الأسلاك) ـ ولكنهم حنثوا بإغراءاتهم؛ فمات الرجل فقيرًا معدمًا!! وعسى أن يكون مصيرهم أشأم من المرأة التي حبست (قطة)؛ فحبس النفس (الفنانة) قتلٌ (داعشي)، ومن قتلها (فكأنما قتل الناس جميعًا)؛ كما يقول الواحد القهار سبحانه!! ولكن أقل القليل من يعرف بأن المبدع (الجميل) لم يتيسّر لما خُلق له إلا بعد أن تقاعد الشخص (المحمود) ـ في سن النبوة ـ برتبة (عقيد)، بعد أن ساهم في تأسيس وتطوير قوى الأمن بوزارة الداخلية، مع رموزٍ معدودين، أشهرهم الفريق (يحيى المعلمي)، المثقف الموسوعي، عضو المجمع اللغوي في القاهرة ـ معانا يا دكتور يوسف زيدان؟ ـ وهو شاعر أيضًا، ولعل أجمل دواوينه هو الشبل من ذاك الأسد (عبدالله المعلمي)، سفير الوطن، في الأمم المتحدة الدبُّوسية الأمريكية! أما أخصب مراحل العقيد (جميل محمود) فكانت الفترة التي أسس واستلم فيها إدارة المرور في منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، والمدينة المنورة؛ إذ يروي أهالي تلك المناطق بالتواتر: أنه كان يباشر العمل الميداني بنفسه، وينظم حركة السير كل صباح، بوجهه المشرق، وابتسامته التي يعدي بها البشر والشجر والحجر! ولا يمكن أن تتخيله وهو يفعل ذلك بعشق؛ إلا كقائد (أوركسترا) يستمتع بفنه، ويعجن معزوفته بدمه ودموعه وأعصابه! ونفسي فداه؛ وهو يرى إدارة القطاع الذي بناه (ميدانيًا) لا تكتفي بالمكاتب التقليدية؛ بل جعلت من كل سيارة مكتبًا مكيفًا مزودًا بالإنترنت!!