رجال سلمان في الميدان
الأربعاء / 27 / ذو الحجة / 1437 هـ - 19:30 - الأربعاء 28 سبتمبر 2016 19:30
كان من أروع المشاهد التي رأيتها في حياتي للحجيج، ضيوف الرحمن لهذا العام، وهم يغادرون الأراضي المقدسة وقوات الأمن ورجالات الدفاع المدني والصحة وبقية الأجهزة الحكومية مصطفون على الطريق يودعونهم ويسلمون عليهم ويحيونهم.
منظر رائع للحجيج وهم يقبلون عليهم مغادرين بلاد الحرمين إلى أوطانهم وأهاليهم والابتسامات والدعوات والعبارات تنهال منهم على رجال سلمان بالشكر والثناء والمديح، حج هذا العام مر بكل سلام وأمان لن أقول كبقية الأعوام السابقة، لكن أقول بل أفضل، لأن الأعوام السابقة كان الخلل ليس في التنظيم وإنما في النوايا المبطنة لحجيج بعض الدول، العازمين على الإساءة وإيقاع الضرر وعلى رأسهم حجيج إيران المسيسين المنظمين المدفوعين.
أهم ما تميز به رجال الأمن لهذا العام هو ارتفاع واضح في مستوى حسهم الأمني واستعدادهم المسبق وتوقعاتهم السليمة لما يمكن أن يحدث وكيف وأين، والأدلة على كلامي هذا إبطال وإفشال عدة محاولات إرهابية وتفجيرات وإثارة فتن ونعرات، لكن جنود الوطن حراس أمنه وأمانه ويتقدمهم فارس الداخلية وقائدها ولي العهد محمد بن نايف كانوا لهم بالمرصاد، عمل استخباراتي مسبق، وتدخل سريع وإنهاء المهمات دون التأثير على سير الحج والحجيج، أو إزعاجهم أو إشعارهم بأي شيء، عاما بعد عام يتطورون ويتحسنون ويبدعون في أداء مهامهم، رغم حساسية موقفهم من توفير الأمن والحفاظ عليه وتحريه مسبقا وإبقاء مناسك الحج تسير، نعم في عملهم لا مجال للخطأ لأن الخطأ قد يلغي حجة مسلم أو يعيقها أو يؤثر على سمعة المملكة خارجيا.
أذكر في العام المنصرم حين سقطت الرافعة وتوجه خادم الحرمين الشريفين مباشرة إلى موقع الحادث ليطلع بنفسه على ما حصل، لم ينتظر تقريرا مفصلا ولا غير مفصل بل بنفسه توجه وشاهد ووجه. قواتنا المسلحة الجيش السعودي على الحد الجنوبي بقيادة كبيرهم ولي ولي العهد محمد بن سلمان يدافعون عن ثرى الوطن ويذودون عنه مرخصين الأرواح والأبدان والأموال. وفي مكة، ولي العهد محمد بن نايف يحمي بعون الله مليوني مسلم أتوا ليقوموا بمناسك الحج خلال أيام معدودات ويغادرون كلهم مرة واحدة في منطقة ليست فقط محصورة جغرافيا بل صعبة التضاريس.
مدرسة سلمان بن عبدالعزيز مدرسة عمل وعلم، التنظيم الذي نراه على أرض الواقع ونعيشه يوما بيوم إنما هو انعكاس لصورة التنظيم على أعلى المراتب والدرجات في هيكلية الدولة السعودية، كلهم على قلب رجل واحد لخدمة الوطن، ومعه الأمتان العربية والإسلامية. ورغم كل ما يحاك حولنا من مؤامرات ومن مخططات، إلا أن مليوني مسلم مختلفي الأعمار من الجنسين ذكور وإناث وكبار وصغار أصحاء ومرضى وذوي احتياجات خاصة استقبلوا بابتسامة وترحيب وخدموا وكانت راحتهم فوق أي اعتبار، غادروا سالمين ولله الحمد من قبل ومن بعد.
شاهدت صورة رائعة أيضا لجنودنا رجالات الأمن والصحة والدفاع المدني بعد انتهاء موسم الحج وهم يفترشون الأرض يأخذون غفوة بعد تعب أيام وليال، غفوتهم واضحة أنها أتت على عيونهم بعد أن فارقوا النوم طوال توافد الحجيج ضيوف الرحمن، لا أعلم لماذا كانت تتراءى لي ابتسامة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وهم يشاهدون نفس الصورة، ابتسامة ثقة وافتخار واعتزاز لا يعرفها إلا من يعرف جيدا حجم المسؤولية العظيمة التي تكون على كاهلهم ويلتزمون بها ابتغاء مرضاة الله عز وجل عهدا وولاء واقتناعا.
أنا سعودي وافتخر.. فربي لك الحمد حمدا كثيرا.