مشاريع مكة ترفع الطلب على الكسارات والخرسانة الجاهزة
تزايدت الضغوط على صناعتي الكسارات والخرسانة الجاهزة في مكة المكرمة، جراء ارتفاع الطلب لتنفيذ المشاريع، والذي يقابله ضعف في إمداد الكسارات للخرسانة الجاهزة بالمواد الخام الأساسية نظرا لقلة العمالة التي تعاني منها بعد التصحيح
السبت / 17 / ربيع الأول / 1435 هـ - 22:30 - السبت 18 يناير 2014 22:30
تزايدت الضغوط على صناعتي الكسارات والخرسانة الجاهزة في مكة المكرمة، جراء ارتفاع الطلب لتنفيذ المشاريع، والذي يقابله ضعف في إمداد الكسارات للخرسانة الجاهزة بالمواد الخام الأساسية نظرا لقلة العمالة التي تعاني منها بعد التصحيح، مما يضع الصناعتين أمام خيارات صعبة منها رفع سعر المنتجات بشكل غير مرض للمستهلك الذي يعاني من ارتفاع أسعار مواد البناء، ويؤثر سلبا على استمرار أعمال الإنشاء.
لا يتجاوز عدد الكسارات في مكة المكرمة الـ20 كسارة، هذا ما يوضحه أحد مستثمري الكسارات محمد العتيبي، ويضيف بأنها قد فوجئت في الآونة الأخيرة بارتفاع الطلب على منتجاتها بشكل كبير، وخاصة من قبل مصانع الخرسانة لتلبية احتياجات المشاريع الإنشائية أو الخدمية التي تنفذها الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مكة المكرمة في الوقت الحالي، وزاد ذلك من الضغوط على القطاع الذي يعاني من المعوقات التي تحد من توسعه، أو إنشاء كسارات جديدة.
ويقول: برغم اعتبار منتجات الكسارات العمود الفقري للمشاريع، لدخولها في إنشاء الجسور وصناعة الاسفلت وبناء الأبراج الفندقية والسكنية، إلا أنها تواجه صعوبة في استخراج ترخيص تشغيلها أو إنشائها من قبل أجهزة الثروة المعدنية، مما يحد من تطويرها أيضا، كما يفتقد المستثمر في قطاعها لأي حماية في استثماراته أمام ما يواجهه من ارتفاع تكلفة إنشاء الكسارة بكامل تجهيزاتها والتي تصل إلى حوالي 6 ملايين ريال، وارتفاع مصروفات النقل.
ويضيف: إن المستثمر يقع أحيانا ضحية للخسائر جراء تعطل كسارته، فبالإضافة لخسارته اليومية من عدم التشغيل يواجه بزيادة تكاليف الإصلاح، وارتفاع أسعار قطع الغيار، فمثلا كان سعر الدقاق قبل سنوات بـ20 ألف ريال والآن أصبح سعره 50 ألف ريال أي بزيادة 50 %.
من جهته يوضح مدير إحدى الكسارات عبدالله اللحياني أن حركة عائد العمل في الكسارات بطيئة، فأسعار المنتجات لم تتحرك كثيرا مقارنة بالمنتجات الأخرى، مشيرا إلى أن الزيادة قاربت 30 % خلال العشر السنوات الماضية.
ويضرب مثلا بأن منتج الكسارة من مقاس ثلاثة أرباع كان الطن منه يباع قبل عشر سنوات بـ11 ريالا ويباع الآن بـ14 ريالا، فيما كان طن المنتج مقاس ثلاثة أثمان يباع قبل عشر سنوات بـ15 ريالا والآن يباع بـ18 ريالا.
يرى الخبراء أن الطلب على الخرسانة الجاهزة في العاصمة المقدسة بلغ أكثر من نصف مليون متر مكعب شهريا، وأنه مرشح للارتفاع ليصل إلى نحو 700 ألف متر مكعب لتغطية متطلبات المشاريع التنموية التي تنفذها الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة.
رئيس مجلس إدارة مصنع للخرسانة الجاهزة نايف الزايدي يقول إن مكة المكرمة تشهد في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا في تنفيذ المشاريع سواء الإنشائية أو الخدمية التي تنفذها الجهات الحكومية وبالتالي هناك تسارع متواصل من قِبل مصانع الخرسانة لتلبية احتياجات المشاريع المنفذة.
وأوضح أن سعر المتر المربع من الخرسانة الجاهزة يعد مرتفعا مع بلوغه ما يقارب 240 ريالا، ولكن سماح وزارة التجارة باستيراد الاسمنت من الخارج أسهم جزئيا في الحد من ارتفاع أسعار الخرسانة الجاهزة باعتبار أن الاسمنت عنصر أساسي في هذه الصناعة.
ويشير إلى أن هناك عنصرا أساسيا آخر في صناعة الخرسانة الجاهزة وهو منتجات الكسارات والتي ارتفع الطلب عليها، في ظل ما تعانيه من قلة العمالة بعد التصحيح وبطء فتح تراخيص جديدة لها، مما رفع أيضا أسعار ما تورده لمصانع الخرسانة الجاهزة.
وأبان الزايدي أنه أمام هذه الضغوط فمن المتوقع أن يستمر تصاعد الأسعار.
وحذر من أن يؤدي ارتفاع سعر الخرسانة الجاهزة إلى توقف إجباري لعدد من المشاريع والتي آثر أصحابها التوقف إلى أن يتم خفض أسعار الخرسانة، منوها أن مواد البناء شهدت ارتفاعا جزئيا بالآونة الأخيرة في عدد من مواد البناء كالرمل والحديد مما سيكون له تبعاته على قطاعات الإنشاءات والمقاولات كافة.