بائع البليلة الذي أصبح رجل أعمال

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. ولعل سلطان العساف أحد النماذج الإنسانية التي ينطبق عليها هذا البيت إلى حد كبير، فبعد أن كان يقضي أغلب يومه باحثا عن الرزق، بات اليوم أحد رجال الأعمال المشهورين بالرس.

u0633u0644u0637u0627u0646 u0627u0644u0639u0633u0627u0641

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. ولعل سلطان العساف أحد النماذج الإنسانية التي ينطبق عليها هذا البيت إلى حد كبير، فبعد أن كان يقضي أغلب يومه باحثا عن الرزق، بات اليوم أحد رجال الأعمال المشهورين بالرس. سلطان كان على موعد مع الظروف الصعبة التي أحاطت به منذ صغره، فبعد وفاة والده، وجد نفسه أمام طريقين لا ثالث لهما، إما تحمل مصاعب الحياة والوصول بنفسه ومن يعول إلى بر الأمان، أو الركون والاستسلام والفشل لما يواجهه من صعوبات.

الاختيار الأصعب

اختار الشاب الطموح أن يمضي في الطريق الأصعب، وأن يبدأ ببيع الحمص «البليلة». وبعد تخرجه من المرحلة الابتدائية حمل على عاتقه مسؤولية رعاية والدته، وبدأ يبحث عن فرصة عمل أخرى لإعانته ووالدته وتلبية متطلباتهما الحياتية، ثم التحق بالتدريب المهني، وتخرج بتقدير امتياز، بعدها التحق بمعهد للحاسب الآلي.

تحقيق الحلم

وأضاف سلطان لـ«مكة»: «حاولت جاهدا فتح مشروع يتناسب مع تخصصي، لكن الظروف المادية وقلة ذات اليد وقفت عائقا قويا أمام تحقيق حلمي، في ظل غياب الشركات والجمعيات الخيرية، والتي توجد حاليا وتسهم في دعم المشاريع الشبابية من خلال مبادراتها الخدمية وتحقيق حلمهم في مواجهة صعوبات الحياة وبدء مشاريعهم، حيث تدعم مختلف فئات السعوديين لتحدي المعوقات وقهر البطالة، والاعتماد على النفس».

مواجهة التحديات

وفي ظل التحديات الكثيرة التي واجهها الشاب الطامح، لم يستسلم سلطان لليأس، بل ولم يستنكف أن يلتحق بمهنة عامل نظافة بإحدى المؤسسات براتب لا يتعدى 1710 ريالات، ليعينه ذلك المبلغ الزهيد على تكاليف الحياة ودراسته.

التسلح بالصبر

التمس سلطان البحث عن الكسب من مصدر رزق آخر، فانتقل للعمل بمهنة سائق نقل معلمات، إلى جانب بيع التمور، وبفضل الله ثم دعوات والدته، حقق جزءا من طموحاته، ولم تعقه ضآلة راتبه في التفكير بالزواج والاستقرار الأسري رغم صعوبة الحياة. ومع تسلحه بالصبر جازف سلطان بفتح مشاريع تجارية عادت عليه بأرباح كثيرة، صنعت منه تاجرا ناجحا، وأصبح من رجال الأعمال المشهورين في محافظة الرس.

سرد تجربته

واعترافا منه بفضل الله عليه، وانتصاره على التحديات التي واجهته، استثمر رجل الأعمال سلطان العساف المهرجانات التي تعقد في الرس والمنتديات الأدبية في سرد تجربته لحث الشباب الطامح على المثابرة، واستثمار طاقاتهم واستغلال حماسهم في قهر اليأس، وتذليل العقبات، ومواجهة التحديات لتحقيق الذات، والعمل في أي مجال بجدٍ، لكسب الحلال والبعد عن مذلة سؤال الآخرين.