أنجز 13 مصحفا، وأفنى 60 عاما في خدمة القرآن الكريم، ويطمح لإنشاء مدرسة للخط العربي بالمدينة المنورة وفاء للمكان الذي احتضنه في 1988، إنه أشهر خطاطي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، عثمان طه، الذي فتح قلبه لـ «مكة» في هذا الحوار.

1 - أحدث أعمالك في كتابة المصحف؟ العمل على روايات نادرة ضمن فريق في المجمع، وشرعنا بتنفيذ رواية شعبة والسوسي وسنبدأ بابن كثير، بعد موافقة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وإشراف المجمع، ويقوم فريق متخصص بالمراجعة ونعمل على إصلاح الأخطاء حتى تكون جاهزة للطبع ثم نرسلها للمطبعة، لتصوير المخطوطات، وتطبع عدة طبعات تجريبية، ثم تعرض على اللجنة العلمية للمراجعة للتأكد من خلوها من الأخطاء.

2 - وما الذي يشغلك الآن، وما المشاريع التي تحلم بها؟ قضيت شطرا كبيرا من حياتي في مجمع الملك فهد، وأنجزت 13 مصحفا، ومدين لكتابة المصاحف ستين عاما وأتمنى الحصول على الجنسية، وفتح مدرسة للخط العربي بالمدينة المنورة، تكون بمميزات خاصة لأقدم تجربتي للأجيال من أبناء المملكة.

3 - أين تكمن فرادة ولمسة عثمان طه؟ من خلال تجربتي في الخط العربي، وتوجيهات علماء القراءات توصلت إلى طريقة متميزة، وأسلوب معين في كتابة خط النسخ، وأرى أنه المناسب لكتابة المصاحف، وبات مميزا في إصدارات المجمع، وجميع مصاحفه مجودة، وحرصت على تجسيم بعض الحروف كعيون الواو والقاف والهاء، كي تبقى راسخة أثناء الطباعة بأحجام صغيرة، وتبقى مفتوحة ولا تطمس أبدا، واستغنيت عن بعض الأحرف في الكتابة مثل الهاء المحمولة والراء المعكوفة، وبعض التراكيب، وأصبح المصحف في غاية الوضوح.

4 - هل من اعتراض على هذه اللمسات الفنية؟ نعم هناك من تحفظ على ما قمت به ممن تعود على ما ورثه من خطوط جديدة، ومن تمسك بذلك التقليد دون أن يقبل أي تغيير، و رأى البعض في ما قمت به غرابة، وحين يتمعنون في الخط يجدون أنه المناسب للكتابة، وحاولت في ملتقى الخطاطين الذي أقيم قبل عام بالمدينة عرض لوحات كبيرة الحجم على الخطاطين الذين جاؤوا من مختلف دول العالم وشرحت أسلوبي الواضح في كتابة كل حرف وحركته ولكل حركة مساقطها فوق الأحرف.

5 - أترى أنك الوحيد الذي كتب بهذا الأسلوب، ومن يعجبك من الخطاطين في المملكة؟ نعم أنا الوحيد الذي اتبع هذه الطريقة، ولدي نماذج من أيام الخطاط الشهير «ابن مقلة»، وحتى الآن لم أجد للخطاطين هذا الأسلوب، مع استثناء بعض خطاطي المغرب بالكوفي، حيث تجد ملامح التشكيل في خطوطهم، ومن خطاطي المملكة يعجبني ناصر الميمون، لإلمامه بالخط العربي، لاحظت ذلك خلال عملي محكما في إسطنبول، وحصل على عدد من الجوائز، ويجذبني بشار عالوه بالمدينة المنورة، لإنجازاته وجهوده في تعليم فن الخط، وعبدالله الصانع لجمال خطه، وقدمت له عدة ملاحظات ويمكن أن يحقق تقدما أكبر لو ترك التسرع في إخراج لوحاته.

6 - ألا يزال الأتراك يحتلون المقدمة في الخط، وما قصة تجاوز أستاذك حامدي الآمدي؟ نعم، لا يزال الأتراك في المقدمة، ويبدو أن ذلك من الأسرار فالتركي لا يتعلم أو يتحدث العربية، إلا أنه مبدع في الخط، وبالنسبة للشق الثاني من سؤالك، فلدي أسلوبي الخاص الذي يعرفه الجميع في كتابة المصحف، وأشعر بتقدمي في الكتابة بخط النسخ والديواني والفارسي، وتجاوزت أستاذي الآمدي في ذلك، إلا أنه ما زال في المقدمة في خط الثلث، وغير المتخصص لا يفرق بيني وبينه، وأظل تلميذه في الخط وفضله علي كثير.

7 - ما الإشكالات التي تواجه الخطاط اليوم؟ أكبر عائق الكمبيوتر وهو بلا منازع معجزة، فهو آلة سحرية يستفيد منها كل إنسان، وقد صممت على الكمبيوتر خطا بات مشاعا للجميع، وعرضته على بعض الشركات، ولكنهم لم يعطوني شيئا، وقالوا إن الناس سيحصلون على الخط بكل الأحوال، ولا يمكن حفظ حقوقك.