اللسان في فَيّة
الاحد / 24 / ذو الحجة / 1437 هـ - 20:30 - الاحد 25 سبتمبر 2016 20:30
يقول القدامى: «زلة قدمك ولا زلة لسانك»، في إشارة واضحة إلى أن اللسان قد يرميك في المهالك أكثر من قدمك التي تمشي عليها.
لحظات الروقان والفرح واستعراض العضلات واللامبالاة قد تجعل اللسان يكشف عوارا أو ثغرة استطاع صاحبهما تغطيتهما بالسكوت.
يحكى أن «الأكوع» وهو طائر صغير الحجم أتى عليه مطر شديد فلاحظ أحد الطيور الكبيرة «صقر» أن الأكوع تعب وبدأ يرتجف من البرد، فناداه ليستكن تحت جناحه ويستدفئ، ففعل الأكوع وعندما بردت العافية، يعني زال البرد وارتاح تحت جناح الصقر قال: الله يا ذا المطر لا عهد لي بمثله إلا سبرة نوح.
التفت نحوه الصقر وقال له اطلع اطلع من تحت جناحي... آويتك وأنا أظن أنك أصغر مني! فأخرجه للمطر والبرد مرة ثانية.
قد يأتي متفلسف ويسأل متى كانت الطيور تتكلم: أقول له لا زالت تغرد ولكن انقرض من يفهمها في هذا الزمن.
المستنبط من هذه القصة أن اللسان في فَيَّة قد يخرج صاحبه للشمس في لحظة عافية وقد يحرج صاحبه في زلة قد غفرت بحجة جهل صاحبها.
بينما رديف اللسان «الجهل» أرحم منه، فقد يغفر لك ما بدر منك جهلا ولا يغفر لك ما بدر من لسانك «مدحة».
لذلك يفضل عند الجهل ربط اللسان وعند العلم التواضع. فقد يأتي أبو محالة وينطق أو ينطلق على حين غفلة فَرِحة أو فرحة غافلة.
ختاما، هذا رأي وقيمة الرأي ليست بكثرة المصفقين والمؤيدين وإنما بقناعة الرائي وحصافة القارئ.