لا تظلموا الشعر الحجازي

نعرف أن الغناء وخصوصاً في العصور المتأخرة ارتبط بالحياة الاجتماعية التي كان الغناء يمثل فيها جزءاً من تراثها ومخزونها

نعرف أن الغناء وخصوصاً في العصور المتأخرة ارتبط بالحياة الاجتماعية التي كان الغناء يمثل فيها جزءاً من تراثها ومخزونها. وقد ارتبط بصورة مباشرة بالمناسبات الاجتماعية، فكان المغني يختار كلمات تنسجم مع المناسبة وذوق المستمعين. ونعرف أن الحجاز وخصوصاً في القرن الماضي أمتعنا بشعراء تغنى بكلماتهم مطربون ذاعت من خلالهم الأغنية السعودية فغنى طارق عبدالحكيم لإبراهيم خفاجي كما غنى له طلال مداح ومحمد عبده أروع الكلمات التي يرددها العرب في مناسباتهم. وغنى طارق عبدالحكيم أيضاً من أشعار حمزة شحاتة ويحيى عمر. ولا زالت تسكن الدانات والمجرور أيامنا حجازية لا تبلى. ولكن حين نقول إن الأغنية السعودية لم تنتشر إلا حين غنت الشعر النجدي ونصنف الطرب حجازيا والشعر نجديا فنحن قد نخلط الحقائق. وإن كنت ممن لا يعلمون في هذا التاريخ إلا أني عشت انتشار الأغنية السعودية بكلماتها القوية الخالدة حجازية ونجدية. والمجرور الخالد فعلاً كما يصنفه أستاذي الرائع محمد السحيمي فيما كتبه في «مكة-العدد88». (عشقته) والذي هو تراث حجازي وليس مما كتب الشاعر صالح جلال، ما هو إلا أحد أروع كلمات الشعر التي مست قلوبنا والتي مثلها كثير من الشعر الحجازي. لا أتحيز لتصنيف معين و(لا أفتي) وهناك من هم على دراية أفضل مني بكثير ولكني تأثرت بكلمات كتبها كاتب ساخر في مقالة وشعرت بأنها قد تحمل بعض الإجحاف في حق الشعر الحجازي.