أكثر من خمسة عقود مرت على حارة «العسارية والأشراف» الواقعة في حي الهنداوية بمكة المكرمة، دون سفلتة، وهو ما شكل معاناة لسكانها الذين طالبوا بسفلتة شوارع الحارة وتزويدها بما تحتاجه من خدمات. ويقول عبده عسيري، أحد قاطني الحارة: «من غير المعقول في ظل ثورة المشاريع والإنشاءات العملاقة التي غيرت ملامح مكة المكرمة أن تبقى حارة «العسارية والأشراف» بدون سفلتة أو نظافة عامة؛ ذلك الأمر الذي يتسبب في تشويه المنظر العام للحي ويتسبب في مضايقات الأهالي». وأضاف أنه يسكن الحارة منذ 63 عاما ومنذ ما يقارب 52 عاما والحارة بدون أي سفلتة. وقال: «كانت آخر سفلته في عهد عبدالله عريف، أمين العاصمة المقدسة الأسبق، وجميع ما تبقى من السفلتة هو من ذلك العهد. وليس من المعقول أن تتغاضى الأمانة عن هذا الأمر؛ خصوصاً أن الحي يعتبر من أقدم الأحياء في العاصمة المقدسة. وأكد أن عدم السفلتة يشوه الحارة والحي، ويتسبب في إلحاق الضرر بالمركبات وإتلافها. ويعتبر منصور إبراهيم أن النظافة العامة للحي في تدن تام، مبينا أنه يقوم بجلب العمال على نفقته الخاصة لتنظيف شوارع الحارة ويصفها بالحارة (المنسية) لتكدس النفايات في جميع أرجائها وغياب الخدمات التي تقدمها أمانة العاصمة المقدسة. وقال إن «مكة» هي أول صحيفة تنقل معاناتهم وتتجول في الحي. فيما يؤكد معيض عسيري على أن الحي يسكنه نسبة كبيرة من المجهولين، وليست هذه هي المشكلة، من وجهة نظره، ولكن المشكلة العظمى تكمن في الكثافة السكانية التي يعانيها الحي والإزعاجات الناتجة عن الدراجات النارية، وبشكل خاص في الليل. وأكد أن هذه المشكلة متكررة ولم يجد السكان لها أي حل. بدوره، يعتبر أحمد عسيري وهو من سكان الحارة أن حي الهنداوية أصبح مواقف للمعتمرين والحجاج، لكثافة السيارات والصعوبة التي يجدونها في وقف سياراتهم، متأملا أن تحمل الأيام المقبلة أخبارا سارة وخدمات للحارة. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي في العاصمة المقدسة أسامة زيتوني أن هناك فرقا ميدانية مكونة من العمالة والمعدات تقوم بإزالة النفايات وإفراغ الحاويات في جميع المناطق، موضحاً أن الأمانة ستقوم خلال الفترة المقبلة بزيادة عدد الفرق ووضع أنظمة متطورة لنظافة الأحياء السكنية من خلال عقود النظافة الجديدة التي ما زالت في طور الترسية. وأضاف زيتوني أن الأمانة تنفذ العديد من مشاريع الصيانة للطرق والإنارة في جميع مخططات مكة المكرمة وهي تجرى وفق أولويات محددة وستشمل جميع المخططات وفق جدول الأولويات.