وطن غير قابل للانكسار.. وطن أعزه الله مجدا وانتصارا
السبت / 23 / ذو الحجة / 1437 هـ - 19:45 - السبت 24 سبتمبر 2016 19:45
عندما وضع القائد المؤسس والباني العظيم الملك عبدالعزيز القاعدة المتينة التي قام عليها هذا الكيان الشامخ على أسس العقيدة تحت راية التوحيد، فإنه كان يصنع واقعا لحلم كان يراوده منذ نعومة أظفاره، حلم بناء الكيان والإنسان ضمن مشروع وطني يليق بوطن يحتضن على ثراه الطاهر القبلة والحرم والكعبة والمسرى.. أرض اختصها الله بالأمن والحماية والأمان.. فكانت الراية توحيدا والغاية وحدة والعقيدة منارة والعمل مسيرة والعلم شعاعا..
تجربة الملك عبدالعزيز الرائدة ونجاح مشروعه الوطني الطموح في إرساء دعائم المملكة العربية السعودية قبل ستة وثمانين عاما شكلا ظاهرة لافتة في القرن العشرين، ظاهرة جديرة بأن يعي تفاصيلها كل طفل وكل شاب وكل رجل وامرأة في بلادنا العزيزة.. تجربة تعكس طموحات قائد في استرداد وطن الآباء والأجداد من خلال خطة ترسم الملامح العصرية لهذا الوطن العتيد ضمن معادلة متوازنة لا تستبعد متطلبات التطور الحديث وأدواته العصرية ولا تتخلى في ذات الوقت عن الثوابت العقدية، فكانت المعجزة التي نحياها الآن والتي جعلت من المملكة العربية السعودية مثالا لما ينبغي أن تكون عليه الأوطان: أمنا واستقرارا ورخاء.. وحدة وطنية مضرب الأمثال .. ومستقبلا واعدا للقادم من الأجيال.
يحق لوطن السمو والشموخ ولقيادته الحكيمة التي سارت على النهج وحافظت على المنهج ولشعبه الأبي النبيل أن يفخر أولا بأنه أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومحجهم ومعتمرهم ومهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم، وثانيا بالنعم التي أنعم الله بها عليه، تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى، وثالثا بتفرد تجربته التي جعلت منه استثناء في منطقة ظلت – وما زالت - تعاني من التقلبات الأيديولوجية والانقلابات والثورات والانقسامات والحروب الأهلية، ورابعا بإنجازاته التي فاقت التصور وتجاوزت الحلم، والتي قفزت بالمملكة في فترة قياسية من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة علما وتقنية، قامة ومكانة، سيرة ومسيرة.
كما يحق لنا جميعا أن نفخر بأن السعودية تحتل مركز الصدارة بين دول العالم، ليس في إنتاج النفط وفي الأمن والاستقرار فقط، وإنما أيضا في مجال صياغة القرار الإقليمي والدولي، وفي صناعة المستقبل ورسم ملامحه برؤية ثاقبة، وفي مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة مخاطره، وفي التصدي للمخططات الصفوية التي تهدد أمن المنطقة.
في يوم الوطن وكل الأيام نرفع الأكف لله جل وعلا أن يديم على هذا الوطن الأمين النعم ويحفظ مسيرته وينصر جنوده ويحقق رؤيته.