الشارع الفلسطيني يخشى خيبة أمل جديدة من المصالحة
أبدى فلسطينيون عاديون في الضفة الغربية تشاؤما من إمكانية تحقيق المصالحة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، رغم ما أبدته أطراف قيادية فلسطينية من تفاؤل غير مسبوق من إمكانية إنهاء الانقسام القائم منذ 2007
السبت / 26 / جمادى الآخرة / 1435 هـ - 23:30 - السبت 26 أبريل 2014 23:30
أبدى فلسطينيون عاديون في الضفة الغربية تشاؤما من إمكانية تحقيق المصالحة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، رغم ما أبدته أطراف قيادية فلسطينية من تفاؤل غير مسبوق من إمكانية إنهاء الانقسام القائم منذ 2007. وسبب ذلك، كما يقول محللون، السجل الحافل بإخفاق محاولات متكررة لتحقيق المصالحة والتي باءت بالفشل في أكثر من مناسبة يصاب إثرها الفلسطينيون بخيبة أمل. ويقول أنور موسى الذي يعمل في محل تجاري “كل طرف من الأطراف سواء فتح أو حماس له مصالحه الخاصة، لذلك أعلنوا عن مصالحة لا أعتقد أنها ستستمر، لأنها قائمة على مصالح حزبية”. ويضيف “اتفق الأطراف أكثر من مرة، على مثل هذا الاتفاق وبعد فترة يبدأ الخلاف من جديد، لذلك لا أعتقد أن هذا الاتفاق سيستمر”. وأعلنت حركة فتح ووفد منظمة التحرير الفلسطينية عقب مشاورات جرت في غزة خلال الأيام الماضية، عن التوصل لاتفاق بتشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة”. لكن يبدو أن الشارع الفلسطيني ليس على مستوى تفاؤل وترحيب قياداته بهذه المصالحة. وكانت حركة حماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية اتفقت أكثر من مرة في عدة عواصم عربية على التوصل لاتفاق مصالحة، غير أن أيا من هذه الاتفاقيات لم يجد طريقه للتنفيذ. ويقول الشاب محمد سمير (29 عاما) الذي يعمل بمطعم في رام الله “لا أعتقد أن هذه المصالحة ستتم، لأن الخلاف لا يقتصر على القضايا التي أعلنوا عليها فقط. هناك حالات قتل متبادلة بين الطرفين حينما سيطرت حماس على غزة، فكيف سيتم نسيان هذا الأمر؟”. كما قال المحاسب ياسر موسى “لا أؤمن بتحقيق المصالحة حتى أرى حكومة واحدة وأجهزة أمنية واحدة مشتركة”. وأضاف بلهجة عتب “لو أن الطرفين يفكران في الشعب الفلسطيني لكانا اتفقا سابقا على تنفيذ المصالحة وتحقيقها”. ولم يتطرق إعلان المصالحة عن أي اتفاق بشأن ترتيبات الأجهزة الأمنية، خاصة وأن حركة حماس تسيطر على الأجهزة الأمنية في غزة، في حين تسيطر فتح على الأجهزة بالضفة. واعتبر جورج جقمان، مدير مؤسسة مواطن لدراسة الديمقراطية، أن تشاؤم الناس العاديين من إمكانية تطبيق المصالحة “مبرر وله ما يفسره”. ويضيف “سجل الحوارات واللقاءات بين الجانبين حافل بالإخفاقات في تنفيذ اتفاقيات سابقة تم التوقيع عليها، بدءا من اتفاقية القاهرة عام 2005، واتفاقية مكة والدوحة في 2012”. ويقول “لذلك يخشى الناس من أن الهدف من وراء هذه الاتفاقية التي تم الإعلان عنها ليس إلا تكتيكيا وليس حقيقيا، علما أن الناس يأملون بأن يكون الأمر حقيقيا”. وبحسب جقمان، فإن الشيء العملي الذي تم الإعلان عنه في غزة هو “الاتفاق على تشكيل حكومة خلال خمسة أسابيع”. ويضيف “حتى هذه المسألة تركت للرئيس ليتفاوض بشأنها مع الفصائل التي من الممكن أن تضع فيتو على بعض الوزراء في هذه الحكومة، وباقي القضايا شكلت لها لجان لتجتمع ومن ثم تقرر”. وعن احتفال أهالي غزة عند الإعلان عن التوصل لاتفاق المصالحة، علق جقمان بالقول “الناس بشكل عام تواقون لتحقيق المصالحة الوطنية، وخاصة في قطاع غزة الذي يعيش حصارا مشددا، الناس هناك ينظرون إلى المصالحة على أنها قد تكون المنقذ لهم بعدما انهار اقتصاد الأنفاق”. وأضاف “لذلك آمل ألا يصاب الناس بخيبة أمل جديدة”. وشارك مئات من أبناء غزة في مسيرات تأييد عند الإعلان عن الاتفاق، الذي لم يلق التأييد نفسه في الضفة الغربية.