الرأي

قم للمعلم وفِّه (التقويما)!!

بعد النسيان

حين استلم (خالد الفيصل) الوزارة البائدة صرح بأن التعليم مختطف من التيار المتشدد! ثم تجلى (سمو) الوعي بخطورة دور المعلم، وهو يحمله المسؤولية كاملة عن نشر الفكر التكفيري (الصحيوني)؛ وتمرير أجندته الخوارجية، الحركية (الإخوانية)؛ كما صرح لياسر العمرو في برنامج (بالمختصر)!! وقد أجمع حكماء التعليم على أن المعلم هو العمود الفقري؛ بل الهيكل العظمي كله؛ الذي يصبح التعليم بدونه كائنًا رخوًا مكتنز الشحوم، لا يتحرك إلا زحفًا ؛ كالفقمة التي طالما شبهنا بها البيروقراطية؛ وشبهنا حرسها القديم بلاعب (السيرك) الذي يلهي الناس بتدريبها على (شوية) حركات بهلوانية، إلى أن تنتهي (نمرته) بناء على طلبه! ولسنا بحاجة إلى الإشارة إلى قصيدة الزميل الأمير (أحمد شوقي) الشهيرة في إنصاف المعلم، ولا إلى قصيدة الأزمل منه (حافظ إبراهيم) في إنصاف المعلمة (الأم) ووصفها بالمدرسة؛ لتبيان ما تردى إليه واقع المعلم والمعلمة من ذل ومهانة، جعلتهما مجرد موظفين بائسين يلهثان وراء لقمة العيش، حتى لو كانت في (قريح)، وحتى لو كلفتهما حياتهما في النهاية! فلماذا لا يكون المعلم أول أحجار (الدومينو)؛ الذي لو (نقرته) الوزارة لتساقطت كل ملفاتها المزمنة بسرعة ومرح؟ ولو أرادت الوزارة ـ اسم الله عليها ـ ذلك فإن الحل الجذري العملي جاهز منذ عام تقريبًا؛ حيث أنجزت (الهيئة العامة لتقويم التعليم) مشروع (رخصة معلم) ليضمن للمعلم مهنيته وهيبته، ويعيد لمهنة التعليم مكانتها السامية؛ فلا تعود مهنة من لا مهنة له؛ كضمان اجتماعي!! ولا يتشرف بحمل رخصتها إلا من يصدق عليه حقيقة لا مجازًا قول شوقي: أرأيت أشرفَ أو أجلّ من الذي * يبني وينشئ أنفسًا وعقولًا؟ وعلى عكس ما يظنه الكثيرون؛ فإن (رخصة معلم) لا تهدف إلى قطع الأرزاق ؛ بل إنها تتيح للمعلم عشرات الفرص لتطوير ذاته وزيادة دخله! وهي تبدأ إعداده المهني الصحيح من لحظة القبول في الكليات المتخصصة! وبدلًا من اختبارٍ واحدٍ في (قياس)؛ فإن المشروع يقيس جدارته بخمس طرق لا فشل فيها إطلاقًا؛ بل من نجاح إلى تفوق إلى تميُّز إلى إبداع إلى تفرُّد! فماذا تنتظر الوزارة أفضل من مشروع (جاااااهز) وفق أحدث المواصفات العالمية؟ وحتى (نقر) الحجر سيقوم به فورًا ـ وبشويييش ـ معالي (معلم الابتدائي) الفذ/ محافظ الهيئة الدكتور (نايف بن هشال الرومي)!!