الكتاب.. يميته الهجر وتحييه القراءة
ليس الكتاب سوى كائن حي يقتله الهجر وتحييه القراءة، هذه هي رسالة فيلم «الكتب الطائرة» الذي يسعى لإعادة النظر في حال الكثير من الكتب المتراصة على الأرفف دون الاقتراب منها، بهدف إحياء نهم القراءة لدى العديد من الأفراد.
السبت / 26 / جمادى الآخرة / 1435 هـ - 00:15 - السبت 26 أبريل 2014 00:15
ليس الكتاب سوى كائن حي يقتله الهجر وتحييه القراءة، هذه هي رسالة فيلم «الكتب الطائرة» الذي يسعى لإعادة النظر في حال الكثير من الكتب المتراصة على الأرفف دون الاقتراب منها، بهدف إحياء نهم القراءة لدى العديد من الأفراد. يبدأ الفيلم بالسيد موريس ليسمور، الذي يجلس بين أحضان شرفته وعلى جانبيه كتبه المتراكمة ليشرع في الكتابة، وفيما يتابع السيد النقش على الصفحات الفارغة، تباغت المدينة عاصفة هوجاء، لتحمل في طريقها كل ما يصادفها، وليس أحق من كتب موريس، التي راحت هي الأخرى تجوب أجزاء المدينة المهشمة، بينما يتمسك موريس بكتابه الذي فقده جراء العاصفة، حيث تطايرت أحرفه معها، ليتحول إلى «كتاب بلا كلمات». «هدوء ما بعد الفوضى» جعل من موريس وحيدا يتفقد الخراب الذي حل بمدينته، وبينما هو على حاله تقع عيناه على فتاة تطير وبيدها عدد من الكتب المعلقة على هيئة بالونات. تهدي الفتاة للسيد موريس كتابا طائرا، هذا الكتاب الذي يظهر في مشاهد من الفيلم رفيقا له، يتحدث إليه ويرشده إلى المكتبة الساحرة حيث العالم الآخر المكون «عائلة الكتب» التي تعيش كالإنسان تبدل ثيابها وتعزف على الآلات الموسيقية، وتطلق أجنحتها لتطوف العالم وتعود إلى رفوفها ليلا. في حياته الجديدة يبدأ السيد موريس بالاهتمام بالمكتبة وإحياء الكتب القديمة التي شارفت على الموت نتيجة هجرانها، ويجلس ليكتب مذكراته ويهدي الكتب لكل الزائرين الذين بمجرد أن تلمس أيديهم الكتاب، يتحولون من اللون الرمادي الباهت إلى كائنات ملونة أكثر انتعاشا وحيويه وتبث فيهم الحياة من جديد. القراءة أشبه بالرقص والتحليق ولكن من نوع خاص، فحينما نتجرد من أفكارنا السابقة عند قراءة كتاب ما، حتما سنجد أنفسنا نحلق عاليا، لنستقبل الأفكار الجديدة ونحاول تفهمها قبل الحكم عليها. الكتب التي نقرأها تهدي لنا أعمارا تضاف لسنواتنا وكأننا كلما كبرنا عدنا من جديد على عتبات الشباب لنعيد الرحلة مع كل كتاب نقرأه، نصافح يد الحياة ونفارقها وتظل الكتب في مكانها بانتظار الجميع. هذا الفيلم القصير حاز 14 جائزة عالمية ضمنها جائزة الأوسكار في الحفل الـ84، عن فئة الأفلام الإنمي القصيرة، أخرجة ويليام جويس وبراندن أولدنبيرق، وهو مستوحى من قصة أطفال.