الرأي

وزارة التعليم تعايد الوطن بالأرقام!!

بعد النسيان

نرجو أولا: أن نتذكر أننا في يوم مجيد؛ إذ يوافق اليوم الوطني يوم جمعة مباركا، في الشهر الحرام، وبعد نجاح لا سابق له في إدارة الحج الأكبر! ولكيلا يعكر مزاجك الحديثُ مرارة مفرتكة أخرى عن (التجهيل الممنهج): ننصحك أن تذكر الله كثيرا، وتصلي وتسلم على سيدنا محمد ـ فداه كل من استخدم دينه الحنيف في تحقيق مصلحة رخيصة ـ وتقرأ الفاتحة والمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي والسبع المنجيات!! إذ تقول إحصائيات الوزارة، وقد أصبحت موضع شك (وتطريز وتخريم) بعد فضيحة رسوب (4100) محاسب ومحاسبة في اختبار الزمالة السعودية: إن لديها ما يزيد على (500) ألف معلم ومعلمة، يلقنون و(يزغّطون) ما يزيد على (5) ملايين طالب وطالبة، يساقون إلى القتل الذهني والنفسي يوميا في (35) ألف مدرسة! وهذا يعني أن لديها معلما واحدا لكل (10) طلاب! و(15) معلما لكل مدرسة لا يتكدس فيها أكثر من (143) طالبا! و.. وزيدوا النبي صلاة.. هذه نسبة (رومانسية) لو صدّقها الواقع! ولكنك بحاجة إلى أن تطبق (السحيماوية) الشهيرة التي تقول: «الأصلع هو (موااااطٍ) سعودي اضطر للوقوف على رأسه حتى أحفاه لكي يرى صورة واحدة معدولة»! هيا.. اثبت على رأسك وارفع رجليك مستقيمتين.. كل هذه الحسبة ستتفرتك أمامك مليون فرتوكة؛ حين تعرف أنه من الـ(نصف مليون) معلم لا يوجد في الميدان يا حميدان سوى نصف كلام العاقل! وأن (250) ألفا ـ ويزيدون ـ هم معلمون مفرغون للأعمال الإشرافية والإدارية! وهناك آلاف غيرهم على وصف (قضايا)؛ أي مبعدون عن الميدان؛ إما لخلاف فكري مع تيار (بني صحيون)؛ أو لابتلائهم بأمراضٍ نفسية؛ أو إعاقات جسدية بسبب حوادث السير أو اعتداء الطلاب عليهم، أو لإدانتهم في قضايا أخلاقية، أو إدمان!! وحتى الـ(15) معلما لكل مدرسة، لا تنس أن تحذف منهم (5) على الأقل ما بين مدير ووكيل ومراقب، وربما ـ وربما فقط ـ معلما سادسا لإدارة (محفظة) زملائه في سوق الأسهم، مع تحيات (نادين هاني)!! وربما أيضا أن الوزارة كانت واعية بعجزها الفادح المزمن، وكانت سترفع باحتياجها الحقيقي للخدمة المدنية؛ لكنها نسيت بسبب الإجازة الطويلة، ولم تخرج بعض قياداتها من الكهف، وتستقبل المتقدمات على (5) آلاف وظيفة تعليمية إلا يوم الأربعاء الماضي فقط!!