الرأي

يوم كبير للأمنيات الصغيرة!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
كان يوم أمس هو يوم الاحتفال باليوم الوطني، أما اليوم فهو اليوم الوطني ذاته، وفيه متسع لكثير من أمنياتي الصغيرة التي أحلم أن تتحقق يوما ما. على المستوى الشخصي فليس لدي الكثير من الأحلام، هو حلم واحد بأن أصبح ثريا ثراء فاحشا يساعدني على تحمل الرسوم التي تتسابق الوزارات في فرضها دون كلل ولا ملل. أما على المستوى العام فقد كنت أحلم سابقا أن تتزايد أعداد المسؤولين الذين يقومون بهمامهم على أكمل وجه، وأن يختفي المسؤولون الذين لا يفعلون أي شيء، لكني في الفترة الأخيرة ولأسباب كثيرة يطول شرحها بدأت في التنازل عن هذا الحلم واستبداله بحلم أقل، وهو أن يقل أولئك الذين يسيئون للمكان الذي يتولون مسؤوليته حتى أصبح عدم قيامهم بأي شيء أو تفوههم بأي تصريح هو الإنجاز الذي ينتظره الناس منهم، ولا يريدون منهم سواه. أحلم أيضا بأن أرى الآن ما يدل على أن رؤية 2030 حقيقة واقعة لا محالة، وأن يختفي إلى الأبد أولئك الذين «يتمحكون» بها وينسبون حتى تغيير أثاث مكاتبهم بأنه كان من أجل تحقيق هذه الرؤية. بينما في حقيقة الأمر أن بعضهم ليست لديه رؤية واضحة المعالم لما سيفعله في الأسبوع القادم. أعلم أن وطني قوي، ولكني أحلم أن يكون أقوى، ومؤمن أن وطني جميل، لكني أريده أجمل، وأدرك أن وطني غني، ولكني أريده أغنى، أريده غنيا لدرجة تمنعه من التفكير في جيبي كمصدر إضافي للدخل. وعلى أي حال.. وبما أن اليوم هو يوم الأمنيات فإني أحلم أيضا أن يختفي أولئك الذين يعتقدون أن النقد حقد، وأن البحث عن الكمال هو تتبع للزلات، وأن إظهار الأخطاء والحديث عنها هو اصطياد في الماء العكر.