السودان جبل التبتل والعزلة
رغم أن جبل السودان من الأحياء السكنية القليلة التي تطل على المسجد الحرام بعد مشاريع التطوير الأخيرة في المنطقة المركزية، إلا أن سكانه يعانون من عزلة جعلتهم حبيسي الجبل، بسبب الطريق الوحيد الموصل إليه، في حين يحدوهم الأمل في أن تفتح المشاريع الجديدة الطرق بالحي لتأتي معها بقية الخدمات، وأولها المدارس مرورا بالمحلات التجارية وانتهاء بالإنارة، مؤكدين أن عددهم يشفع لهم لدى الجهات المعنية بتلبية مطالبهم، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الأساسية، كالبلدية والتعليمية والصحية، لافتين إلى أن من لا يملكون السيارات منهم يعانون الأمرين، في حال احتياجهم لأي من الخدمات
الثلاثاء / 22 / جمادى الآخرة / 1435 هـ - 23:00 - الثلاثاء 22 أبريل 2014 23:00
رغم أن جبل السودان من الأحياء السكنية القليلة التي تطل على المسجد الحرام بعد مشاريع التطوير الأخيرة في المنطقة المركزية، إلا أن سكانه يعانون من عزلة جعلتهم حبيسي الجبل، بسبب الطريق الوحيد الموصل إليه، في حين يحدوهم الأمل في أن تفتح المشاريع الجديدة الطرق بالحي لتأتي معها بقية الخدمات، وأولها المدارس مرورا بالمحلات التجارية وانتهاء بالإنارة، مؤكدين أن عددهم يشفع لهم لدى الجهات المعنية بتلبية مطالبهم، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الأساسية، كالبلدية والتعليمية والصحية، لافتين إلى أن من لا يملكون السيارات منهم يعانون الأمرين، في حال احتياجهم لأي من الخدمات. صالح الزهراني يقول: لا بد من فتح الطرق الموصلة من وإلى الحي، ولا يعقل أن يرتبط جميع سكان الحي بمدخل وطريق واحد، وفي حال تواجهت سيارتان وجها لوجه لا بد من عودة إحداهما، وبخلاف غيره من الأحياء التي تعاني من ضيق في الشوارع، الوضع هنا يختلف، فالطريق ضيق جدا وفي بعض المواقع تكلف الغلطة غاليا، خاصة لمن يضطر للعودة إلى الخلف في ظل الارتفاعات الشاهقة للجبل. وأضاف: في السابق كانت هناك سلالم تربط منزلي والمسجد والمنازل المجاورة، بالطريق الرئيس أسفل الجبل وصولا إلى حي الملاوي، إلى أن جاء مستثمر يملك صكا على أرض في الجهة الثانية من الطريق ولا يملك صكا على الأرض أسفل منازلنا، لكنه عمد إلى تكسير الجبل ومن ضمن أعماله أزال السلالم، دون أي اعتبار لاستخدامنا إياها بشكل يومي لقضاء حوائجنا، كما تسبب في تصدعات لجدران المسجد، ورغم احتجاجات جماعة المسجد عنده ولدى الجهات المعنية لم يعرنا أحد أي اهتمام، وها هو يواصل العمل ليل نهار وكأن شيئا لم يحدث. محمد الزهراني قال: نطالب الأمانة باستكمال إنارة الجبل حيث اكتفت بإنارة المدخل وبعض المواقع وأهملت البقية وكأنه لا سكان فيها، كما نطالب بسرعة فتح مداخل أخرى للحي فمن شأنها جذب المستثمرين، لفتح المحلات التجارية لتخدم السكان الذين يضطرون للنزول إلى الملاوي لشراء بعض الحاجيات التي تعد في معظم البقالات بضائع أساسية، وإذا غاب أرباب الأسر أو في حالات الأيتام والأرامل فالمعاناة شديدة؛ كونهم لا يملكون سيارات لتنقلهم من وإلى الجبل. ماهر الخالدي يتيم لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، أشار إلى معاناته وأخوته في ذهابهم للمدارس وعودتهم منها في حي الملاوي، لافتا إلى أن منزلهم في أعلى قمة الجبل وفي ذلك مشقة عليهم، مؤكدا أن والدته لا تملك ما يكفي من المال لاستئجار سيارة تتولى إيصالهم، وهم يتحملون المشاق كي لا يرهقوها بالمطالب، لكن المعاناة تزيد بالنسبة لشقيقاته الصغيرات. بدوره، برر مصدر في إدارة التعليم بمكة المكرمة عدم وجود مدارس حكومية في الجبل لعدم توفر المساحات المناسبة لبناء المدارس النموذجية، في حين لا تناسب المباني الموجودة حاليا متطلبات الإدارة لاستئجار المدارس، مشيرا إلى أن الإدارة أعلنت مؤخرا عن رغبتها في تملك الأراضي في 18 حيا لإنشاء المدارس الحكومية، وهي ماضية لتحقيق هدف الوزارة للاستغناء عن المباني المستأجرة للمدارس. من جهته قال مدير العلاقات العامة في أمانة المقدسة، أسامة زيتوني، إن كافة أحياء مكة المكرمة مشمولة بالخدمات البلدية كافة بحسب الأولوية المعتمدة على الكثافة السكانية للحي ومدى الاحتياج للخدمات.