ألوان تقويم الأسنان تغري المراهقين
لم تسلم صيحات الموضة المتعلقة بالأسنان، من الحظر والنصح بتجنب الانسياق نحوها، ابتداء بتركيب أسنان الذهب والفضة قبل عقود، مرورا بما استجد من نحت الأسنان وتصفيفها وتركيب الماسات اللامعة، وانتهاء بتركيب تقويم الأسنان، وجاءت هذه النصائح إما لذريعة شرعية، أو لتوخي الآثار الصحية التي قد تنجم عنها
الأربعاء / 1 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 22:00 - الأربعاء 21 يناير 2015 22:00
لم تسلم صيحات الموضة المتعلقة بالأسنان، من الحظر والنصح بتجنب الانسياق نحوها، ابتداء بتركيب أسنان الذهب والفضة قبل عقود، مرورا بما استجد من نحت الأسنان وتصفيفها وتركيب الماسات اللامعة، وانتهاء بتركيب تقويم الأسنان، وجاءت هذه النصائح إما لذريعة شرعية، أو لتوخي الآثار الصحية التي قد تنجم عنها. وبينما كان كثير من الرجال والنساء في السابق يعمدون إلى تركيب أسنان الذهب، إما للضرورة أو بدعوى الزينة والتفاخر بها كتقليعة أو موضة كانت منتشرة في ذلك الوقت، إلا أن تدخل علماء الدين بتوضيح حرمتها، خاصة للرجال في حال عدم الضرورة، جعل الإقلاع عنها خيارا وحيدا أمامهم. مخاطر ونهي وكشفت صيحات موضة الأسنان أخيرا، عن وجود مخاطر صحية على المدى الطويل والنهي الشرعي، وهو ما استهان به البعض نحو نحت الأسنان أو تركيب الماسات البراقة، أو ما يعرف بتقويم الأسنان أو الجسر المعدني للأسنان، الذي لاقى انتشارا غير مسبوق خلال الأعوام الأربعة الأخيرة في منطقة الخليج العربي والسعودية لدى فئتي الشباب والمراهقين من الذكور والإناث على حد سواء، سعيا خلف مزاعم تحسين منظر الفم وإضفاء الألوان المختلفة على الأسنان، حتى أصبحت المراكز الصحية تعتمد على دخله اعتمادا خاصا، وتقدم عروضا مختلفة وأسعارا منافسة وأقساطا مريحة لجلب المستهلكين الغافلين عما قد يسببه من مخاطر في حال تركيبه دون الحاجة. نواحٍ تجميلية وأشار أخصائيو طب الأسنان إلى أن تقويم الأسنان هو جهاز صنع للضرورة، وإن كان محسوبا في بعض الأحيان على النواحي التجميلية، موضحين أن تركيب التقويم لأي أحد قد يتسبب بتخريش لمخاطية الشفتين والخدود، كما قد تسبب قطع أسلاك التقويم بخدوش داخل الفم، وهو ما يجعل المراكز الصحية والمستشفيات تقدم مادة الشمع لوضعها بقصد تخفيف الآلام. وأكدوا أن كثيرا من الحالات حصل لديها تحرك في الأسنان لأوضاع غير طبيعية، بسبب وضعها التقويم من دون حاجة، فضلا عن التهابات وتقرحات اللثة وأنسجة الخد واللسان وتصبغات في الأسنان لا يمكن إزالتها، لافتين إلى أن التجميل لا يستدعي إضرار الأشخاص بأنفسهم على هذا النحو. أداة علاجية وذكر أخصائي تقويم الأسنان الدكتور طارق عجاج لـ»مكة» أن التقويم هو أداة علاجية تجميلية، بحيث يستدعي تركيبه عدم ترتيب الأسنان، وكذلك عدم تطابق الأسنان بالفكين العلوي والسفلي، وهو ما يصعّب من عملية تقطيع الطعام. وأفاد الدكتور طارق بأن التقويم في السابق كان لا يحمل أية ألوان سوى الشفاف والرمادي، ما يجعل منظرها بشعا إلى حد ما، لذا عمدت الشركات إلى إدخال الألوان الزاهية كوسيلة ترغيب لمن يحتاج إلى تركيب التقويم، وليس لتحويل هذه الأداة إلى موضة كما يظن البعض. وشدد على ضرورة العمل بنصائح الطبيب المعالج في الاهتمام بتنظيف الأسنان بشكل دائم بعد تركيب التقويم، والمتابعة مع الطبيب بشكل دوري لكيلا يقع مستخدم التقويم في مشكلات صحية، منوها بعدم تركيب تقويم الأسنان لمن لا يحتاج إليه. جريمة طبية فيما أوضح استشاري تجميل الأسنان وعلاج اللثة الدكتور نورس خير الله لـ»مكة» أنه من الجريمة أن يقوم شخص سليم معافى باللعب في أسنانه أو أي من أعضائه على أي نحو دون حاجته إلى ذلك، لافتا إلى خطورة ما يعرف بنحت الأسنان المنتشر في صفوف النساء، فضلا عن بعض الرجال ما لم تستدع ذلك حاجة الأسنان. وقال الدكتور نورس إن النحت والتصفيف المهووسة به الفتيات بدواعي التجميل له قواعد وأسس معينة يجب التقيد بها، وإلا سيتسبب ذلك في هشاشة الأسنان وكثير من المخاطر الأخرى، كما أن ذلك يعتمد على مهنية الطبيب وأدواته، وليس بمقدور أي كان العمل على نحت أسنان الناس. طوابير انتظار بدوره، لاحظ الشاب نايف الشاردي تنافس الشباب والفتيات على تركيب تقويم الأسنان دون حاجتهم إليه، وإبداع كل منهم في وضع الألوان المختلفة وتغييرها، ربما مع كل مرة يقوم فيها بتغيير ملابسه كي تتلاءم الألوان مع بعضها بعضا، بينما أبدى الشاب محمد محسن اندهاشه الشديد عند زيارته لأحد المستوصفات الخاصة لرؤية الطوابير التي تنتظر الدور لتركيب تقويم الأسنان، خاصة أن هذا المركز الأهلي أصبح يشتهر بتقويم الأسنان لعروضه المميزة.