العين والأذن مؤشران للخير والشر

دأب الناس منذ القدم على «ترميز» الجهات بحسب أهوائهم التي باتت متأصلة في عقائدهم، فاليمين ابن البهجة وسعة الصدر، أما اليسار فهو «الخطأ» الذي متى ما اقترفه المرء أردى به في غياهب الدروب، فربطوا ذلك بتفسير عدد من الوقائع التي تواجههم بشكلٍ يومي

دأب الناس منذ القدم على «ترميز» الجهات بحسب أهوائهم التي باتت متأصلة في عقائدهم، فاليمين ابن البهجة وسعة الصدر، أما اليسار فهو «الخطأ» الذي متى ما اقترفه المرء أردى به في غياهب الدروب، فربطوا ذلك بتفسير عدد من الوقائع التي تواجههم بشكلٍ يومي. ونظرا لافتقارهم للمعلومة التي تثبت لهم صحة ما يعتقدون، فإن تلك الأهواء توالدت مع مرور الأيام إلى أن شكلت مزيجا حضاريا تعرف به الشعوب. «طنين الأذن ورفة العين» سلاحان، حدهما الأوحد «خرافة»، وعادة شعبية شهيرة نالت شهرتها من متداوليها، إذ إن من يداهمه الطنين في أذنه اليمنى فإن شخصا ما يأتي بذكره خيرا، أما لو انتقل الطنين لأذنه اليسرى فإن سوءا ناله اجتاح المجالس. أما الصديقة «رفة العين» فمتى ما ارتبطت باليمنى كانت نذيرا مبشرا بقدوم ذلك الغائب البعيد عن العين والقريب من الذاكرة، بينما لو جاءت باليسرى فهي لن تتوانى للحظة في بث رسائل مزعجة مهددة لتركيز المرء واستقراره، كفراق قريب أو موته، فيصاب الناس على إثرها بالهلع ويشرعون في تفقد أحبتهم، مستعيذين من «نذيرها الشؤم» الشيطان. وللطب رأي مخالف لكل هذه المعتقدات المنافية للمنطق وقوانين الطبيعة البشرية، حيث يؤكد الدكتور فوزي خليفة، استشاري أمراض العيون، أن ما ذكر آنفا ليس له أي مستند علمي ولا حتى طبي، يقول: هي مجرد معتقدات واهية ترسخت في أذهان الناس. ويضيف أن رفة العين هي مجرد انقباضات عضلية لا إرادية متلاحقة تستمر لثوانٍ أو دقائق وربما ساعات، وليست دليلا على وجود أي عارض صحي محتمل، مشيرا إلى أنها قد تصيب الإنسان عادةً بسبب التوتر والإرهاق وقلة النوم، إضافة إلى الإفراط في شرب القهوة. وحول طنين الأذن، أبان خليفة أنه في هذه الحالة قد يكون هناك خلل في الأذن الداخلية، يصاحبه نقص في السمع، وربما يكون بسبب انقباض العضلات الصغيرة، أو بسبب حركة الهواء داخل الأذن، ودعا إلى زيارة الطبيب في حال أحس المرء بهذه الأعراض، محذرًا من التساهل مع طنين الأذن المستمر.