الجمعيات الخيرية والصدقة البائسة

العطاء في هذه الحياة ليس على طريقة واحدة، بل له مئة طريقة ومئة نية، و»النوايا مطايا» كما جاء في الأمثال. إن ما تنويه هو ما سيكون والصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ.

العطاء في هذه الحياة ليس على طريقة واحدة، بل له مئة طريقة ومئة نية، و»النوايا مطايا» كما جاء في الأمثال. إن ما تنويه هو ما سيكون والصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ. حين نعطي أحد الفقراء أو الجماعات الفقيرة في مكان ما لا بد من مبادئ وقيم عظيمة تحكم هذا العطاء، وإلا فإنه لن يكون أكثر من عمل لا معنى له. ماذا لو فتحنا ملف عطايا الجمعيات الخيرية؟ كيف يقدمون العطايا للمحتاجين؟ ما نوعيتها؟ ما الآلية التي يتم العطاء بها؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن يفتتح بها ملف «عطايا الجمعيات الخيرية». فمن تجربة حقيقية التقيت امرأة أثناء خروجها من إحدى الجمعيات الخيرية وهي منكسرة وحزينة مما حرضني على سؤالها عن حالها، فأشارت إلى بعض حاجيات بيدها حصلت عليها من الجمعية. إلى هنا والأمر طبيعي ورائع، وتستطيع الصحف أن تكتب عنه أشياء جميلة مثل: جمعيات خيرية تساعد المحتاجين. لكن بماذا؟ وكيف؟ هنا السؤال. لم أتوقف عن البحث لمعرفة حقيقة الأمر، فوجدت أن نظامهم في كل الجمعيات الخيرية وطريقتهم لا تتوافق مع أية قيم إنسانية، لا نوعاً ولا كماً، حيث يُعطى للمحتاجين مواعيد بالأشهر ليصل لهم العون، وقد تكون شهرية ونصف شهرية في حالات.. نعم، لكن يقدم لهم أسوأ أنواع الأرز والزيت والدقيق والمكرونة والتمر، وهي في الغالب بقايا المخازن الكبرى للأغذية المقاربة على انتهاء الصلاحية. إن ما يحصلون عليه هذا من ناحية النوع، أما من ناحية الكم فتحصل الأسرة المحتاجة على كيس واحد أو اثنين من كل نوع بعد انتظار شهر كامل وربما أشهر، وعلى أساس أسرة كاملة قد لا يفي بحاجتها هذا النوع من العطاء، إنها الصدقة البائسة ليس أكثر. مالكم كيف تحكمون؟