الرأي

في يوم الوطن.. دعونا نترنم للوطن

شاهر النهاري
اليوم نستقبل ـ نحن السعوديين ـ اليوم الوطني العزيز على أنفسنا بكل معانيه، يوم واحد نثبت فيه للعالم مدى عشقنا لهذا الوطن الحبيب، الذي عرفناه منزل كرامة وعزة، ووجدناه صدرا رحيما، رغم كل ما بالدهر من صروف، ومجريات ومعطيات، قد لا نكون فيها مثاليين، وقد يجور البعض منا على التطلعات والمعاني، وقد يعق البعض منا أهله ووطنه؛ ولكن الأغلبية العظمى بفضل من الله يظلون أبناء بررة يقرون بفضل الوطن، ويبذلون من أجله كل الجهود، ويعاهدون الله على افتدائه بأرواحهم، وكل معطياتنا. وعرفانا منا سنهدي لوطننا بأرواح عزة معزوفات خالدة، وأناشيد حماس، ونحكي للبشر والطير عن محبتنا القديمة المتجددة لوطن النور. سنعزف على مختلف الأوتار والمفاتيح، وننفخ في الأبواق، ونقرع الطبول والمزاهر، وستبدع حناجرنا صادحة بالعشق والولاء؛ بتناغم أوركسترا الحب السعودية وبإبداع قائدها وجميع عازفيها الكبار والصغار، النساء والرجال، وهم يستعيدون اللحن والكلمات والشعور في أنفسهم وأرواحهم، ثم يمسكون بمختلف آلاتهم محبة، ويتبعون النوتات بأم أعينهم، مصدرين عذب نبضات العطاء، وأصالة الفن، وروعة التراث، وقيمة الجمال، يرسم للدنيا حكايات عشق للثرى لا تنتهي. وسنفتتح الحب بمعزوفة شكلت وجداننا: (روحي وما ملكت يداي فداه). وسنرقص على نغمات المقام، دون نشاز، ونستحضر عبق الماضي، ونصوغه بأحاسيسنا الملتهبة بالصدق والمعانقة للمجد: (وطني الحبيب وهل أحب سواه). وسيرقص الأطفال على وقع دفوفنا، وتتمايل الدنيا طربا وعجبا مع سيمفونية صدقنا، فعشق كهذا يطوي المسافات، ويجذب الأسماع والقلوب الطاهرة النابضة بالحنين، مهما كانت جنسياتها، ومهما كان مصدر إلهامها. ونقلب أوراق نوتاتنا، ونؤكد عودة جاهزيتنا، ويلتهب النشيد في أبجدياتنا، مختلطا مع عزتنا وكرامتنا:(بلادي بلادي منار الهدى، ومهد البطولة عبر المدى). وستهيمن معانينا على سائر الوجود: (عليها ومنها السلام ابتدأ، وفيها تألق بدر الدجى، حياتي لمجد بلادي فدا). وقد يتعجب العالم، فرغم قلة تمرسنا، إلا أن عزفنا سيزداد فخامة وإتقانا، وتكاد حناجرنا أن تستعيد الصدى فخرا: (وشم على ساعدي، نقش على بدني، وفي الفؤاد وفي العينين، يا وطني). ثم ستخبط أقدامنا على بطين قلب الأرض، لتنتظم نبضاته، بمصداقية وقع حماسنا، برفعة الوطن السعودي: (فوق هام السحب، وإن كنت ثرى، فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى). وسنترك آلاتنا هنا تعزف منفردة باستجلاء أحاسيسنا الملتهبة، ونتجمع للمشاركة في رقصات، وعرضات، وحبور، تجعل أرواحنا تتسامى عن سطح الأرض كما أجنحة الطير:(مجدك لقدام، وأمجادك ورى، وإن حكى فيك حسادك ترى، ما درينا بهرج حسادك أبد، أنت ما مثلك بهالدنيا بلد، والله ما مثلك بلد). ثم ننتقل تلقائيا لمقام آخر، ومعزوفة بروعة أيقونات ترانيم الوطن: (يا بلادي واصلي والله معاك، واصلي والله يحميك إله العالمين، يا بلادي قد علا شأنك، وربك لك معين). ثم نختتم جماليات وطنيتنا بالوقوف احتراما، عاقدي أيدينا بالتآخي، وننشد ودمعاتنا تترقرق: (سارعي للمجد والعلياء، مجدي لخالق السماء، وارفعي الخفاق أخضر يحمل النور المسطر، رددي الله أكبر يا موطني، موطني عشت فخر المسلمين، عاش الملك: للعلم والوطن). وقد ينتهي اليوم الوطني والعزف والرقص والغناء، ولكن حب الأرض المباركة لا ينتهي، ولا ينقص في عروقنا، مهما مر عليه الزمان، ومهما كثر الأعداء والخوف والحيرة والفتن من حولنا. حماك الله يا وطن، لا يعدله بالكون وطن. shaher.a@makkahnp.com