يحظى الحلاق التركي بأكبر نسبة إقبال بين الشباب، نظرا للمهنية الكبيرة التي يتصف بها مقارنة بمنافسيه من الجنسيات الأخرى، وبينها المغاربة الذين يحتلون المرتبة الثانية بعد الأتراك وذلك بحسب استطلاع لـ»مكة» وسط شريحة من المستفيدين. ويفضل كثير من الشباب السعوديين الاستثمار في محلات الحلاقة لانخفاض كلفتها كمشاريع صغيرة، مقارنة بالعائد الجيد، وعدم وجود مخاطرة كبيرة حال تعثر المشروع، على الرغم من أن السعوديين لا يفضلون العمل بأنفسهم في مهنة الحلاقة، بل يوكلونها للحلاقين أنفسهم. ويرى الشاب عبدالله القحطاني أن الحلاق التركي يجد إقبالا أكثر من غيره بسبب تميزه بشكل كبير مع فخامة المحل، من ديكورات جذابة، وأدوات حلاقة متطورة تراعي الجانب الصحي، وتسهم وبشكل كبير في جذب شريحة كبيرة من الشباب في مكة المكرمة، فيما يشير عبدالله فلالي، عضو لجنة شباب الأعمال في غرفة مكة، إلى أنه من خلال قراءته لواقع الشباب، فإن محلات الحلاقة التركية تستحوذ على نحو 70% من المقبلين على الحلاقة في مدينة مكة المكرمة. من جهته، يبين خالد المناعي، صاحب محل للحلاقة التركية، أنه حرص في بداية مشروعه على استقدام الحلاقين الأتراك لما لهم من سمعة طيبة، وإتقان للمهنة، عادا وجود حلاق تركي في أي محل تسويقا للموقع، كونهم الشريحة المفضلة للمستفيدين. وأشار إلى أن الحلاق التركي لا يرضى بأن يتقاضى راتبا شهريا، ولكنه يتفق على نسبة من الدخل، بمعنى أنه يفضل الشراكة في العمل. وأردف «هذا من وجهة نظري أفضل، إذ يضمن الدخل الكبير والقسمة العادلة بين الشركاء، وهذا مبدأ يختلف فيه بالطبع مع الحلاقين من جنسيات أخرى، الذين يكتفون بالأجر الشهري، بعيدا عن دخل المحل، كون الدخل يكون أقل من مثيله المدار بواسطة الحلاق التركي». صالح الغامدي، شاب من مكة المكرمة، يقول «خضت تجارب تعيسة مع الحلاقين من جنسيات مختلفة، وكثيرا ما كنت أخرج من المحل مصابا في وجهي من موس الحلاقة، ولكن بعد أن خضت تجربة الحلاق التركي، أصبح هو المفضل لدي، حتى وإن ذهبت إلى أي منطقة أخرى في السعودية أبحث عنه». ويتناول الحديث صديقه عبدالله أحمد، بقوله إن الحلاق التركي يعد من الأشهر على مستوى السعودية، كون الأتراك برعوا في المهنة منذ القدم، وأثبتوا أنهم الأفضل من بين الجنسيات الأخرى.