الرأي

ملخص إجازة الصيف

رشا العلياني
في طريق العودة من إجازتي الصيفية كنت أفكر في إنجازاتي خلال هذه الإجازة الجميلة الطويلة جدا، فيم قضيتها؟ وبم أنهيتها؟ أو بالأصح ما الذي لم يتم إنجازه بعد؟ كثير منا يؤجل مهامه حتى نهاية العام ليتفرغ لها كليا، وحينما تحل إجازة الصيف يقوم بتأجيلها ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم حتى تنتهي الإجازة بدون إنجاز ولا فائدة. وعلى الرغم من هذا التسويف الذي يمارسه الجميع في كل إجازة صيف إلا أن طلاب وطالبات الفصل الصيفي هم أبرز من استفاد من هذه الإجازة استغلالا إيجابيا، فقد أتموا موادهم الدراسية في وقت وجيز، بالإضافة إلى إجازة ما يقارب شهر بعد انتهائهم فنالوا بذلك شيئين في آن واحد، كما رأينا جموعا من المخترعين والمبتكرين من المملكة قاموا بجمع أفكارهم وتكاتفوا حتى صارت إنجازاتهم تحت التجريب والاختبار وذلك لخدمة الوطن، أيضا هناك جمع كبير من الشباب أفنوا أوقاتا كبيرة من هذه الإجازة في سبيل التطوع وعمل الخير وخدمة الوطن. وعلى ذكر الوطن لا ننسى رجال الأمن على الحدود وحتى في المشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله، والذين كان لهم الفضل - بعد الله - في نجاح وتنظيم حج هذا العام، كثير وكثير من الإنجازات التي لا يستهان بها رأيناها من الشباب في إجازة هذا الصيف، ومن قال إن الشباب لا ينجزون؟ إحدى بركات هذه الإجازة الفريدة من نوعها أنها ابتدأت بشهر رمضان الكريم وانتهت بفريضة الحج، وكانت هناك أوقات كثيرة وكافية جدا للعبادة والقيام بالمهام اليومية والإنجازات ونحوها، لكنني أتمنى أن يوجد تاريخ ثابت لجميع السنوات والعقود والقرون لابتداء الدراسة وانتهائها حتى نستطيع التحكم بجميع الظروف والمناسبات، على سبيل المثال في نهاية العام الدراسي 1438هـ لدينا موضوع أصبح بمثابة القضية وهو »الدراسة في شهر رمضان»، ربما يوافق في هذا العام الاختبارات النهائية، الغالبية من الطلاب والطالبات تحديدا متخوفون من استمرار هذا الأمر على مدى السنوات المقبلة، ولكن حينما تحدد وزارة التربية تاريخا ثابتا لبداية الدراسة وانتهائها يمكننا التحكم فيما بعد في جميع الظروف، سواء فيما يتعلق بالدراسة في رمضان أو نحوه. انتهاء الإجازة وبداية العام الدراسي هو أمر لا بد من حدوثه، فقد أصبح أمرا اعتياديا ودوريا لدينا، يأتي الشيء ويذهب ويأتي مره أخرى، لكن من واجب المرء تجاه نفسه أن يقف دائما لدقيقة على الأقل ليرى فيم أفنى وقته، وماذا أنجز.