الرأي

شوارعنا الحلوة..!

بدون عقال

عبدالرحمن حمد
الشارع (معبد) رغم أنه يضم أكثر من (سيد).. الشوارع (شرايين) أسفلت تغذي المكان كي يبقى (حيا).. والشوارع مختلفة كـ (البشر).. فالشارع الرئيسي المهاب يختلف عن الشارع الفرعي.. حتى لو كان كلاهما من أسفلت واحد.. لأن الأول ينجب الثاني ويطلقه كي يبحث عن مستقبله.. في رجاء أن ينجح ويصبح أبا لشوارع فرعية أخرى.. وقد يقصر عمله ويوهن فتنتهي حياته في وجه (بيت).. وكأن قدره أن يولد فرعيا ويموت (سدا).. الشوارع (المتقاطعة) مختلفة في وجهات النظر.. واعتراض وجهاتها جعلها ترتضي حكم (الإشارة).. وكأن هذه الشوارع المعترضة تدلل على أن «اللبيب بالإشارة يفهم» وحتى لا يضطروا إلى الدخول في (دوار) يعيب استقامة وجهتهم.. الزحمة (جلطة) مرورية تصيب الشارع.. وقد توقفه عن الحركة أو تجعل حركته بطيئة.. ولأن تشجير الشوارع ورصفها دليل (أناقة) ساكنيها.. فإن الشوارع المنارة لا تصاب بـ (العمى) في الليل..! الشوارع (متنفس) للمنازل.. والدليل أن سعر المنزل اللي له (متنفسان) أقصد شارعين أغلى من ذوات المتنفس الواحد..! وإن كانت الشوارع اختلفت بين بعضها.. فإنها تشابهت نوعا ما مع بعض طبائع البشر المختلفة.. فالمرن منهم مفتوح على أكثر من جهة.. والمعقد ينتهي سريعا مثل الشارع السد.. وعندما يتقاطع شخصان أحدهما أضعف من الآخر.. فالغلبة لـ (الأقوى) لأن التقاطع يحسب له تماما كما هو حال تقاطع الشوارع الكبيرة مع الأصغر منها.. أما أزهى البشر فهم الشخصيات (العامة).. التي تحظى بقيمة الشارع العام والذي يكون بغية أكثر الناس ومقصدهم.. عموما كل الشوارع مهما صغرت لها قيمة.. لكن أتعس المعابر من عاش في حياته (ممرا) فقط.. لأنه يعيش ضيقا وقصيرا ويشكل ملمح (ميت) في ملامح (الحي)..! shibani500@makkahnp.com