أصبحت لدي حكاية مثل الآخرين
الثلاثاء / 19 / ذو الحجة / 1437 هـ - 12:00 - الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 12:00
ذلك الصوت الذي اعتدت سماعه وقت الجوع وكأن عصافير الحي كلها عششت في بطني، للمرة الأولى لسبب آخر، أسمعه الآن من فرط القلق؛ قلق البدايات، قلق التعرف على مكان جديد، وأطفال غرباء، وبالغين يقومون جزئيا بدور عائلتي، قلق أول مرة أفلت فيها أيدي والديّ، وأول إفطار لا يكون على مائدة الطعام في البيت. توالد القلق في صدري ساعات وساعات حتى حانت اللحظة، اللحظة التي تخطيت فيها العتبة الصغيرة لباب المدرسة، ورأيت الجانب الآخر لحياتي، يبدو الأمر لافتا للانتباه ومثيرا للاستكشاف، وما من مبرر حقيقي للقلق والدلال أو حتى محاولة الهروب والاختباء. ومنذ تلك اللحظة التاريخية التي قررت فيها أن أكون شجاعا بما يكفي لأحب هذا المكان ويحبني، كانت المدرسة جوابي لكل سؤال كان يعذب فضولي كطفل، وبيتي الآخر الذي بدوت فيه محبوبا ومحاطا بأصدقاء كثيرين. لقد كانت تربي كل يوم الدهشة في نفسي كلما خططت اسمي أو رسمت لوحة امتنان لمعلميّ، أو قرأت الحروف بطلاقة دون أن أتلعثم أو يبدو نطقي معيبا وناقصا، لقد أصبحت بفضلها قاصا بارعا. تقول أمي: أنا أدون مغامراتك المدرسية كقصة أنت البطل فيها دائما.