الرأي

بربرة وإجازة وكتابة!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
.. ثم إني كدت أنسى كيف أعود، فقد كانت أطول إجازة أعرفها منذ أن سمعت بهذا الاختراع المتأخرـ أعني الإجازة ـ، ولكنها ليست أطول من إجازة المعلمين والطلاب على أي حال، وهذا ما يجعلني مطمئنا وبعيدا عن الخوف من العين والحسد. قبل أن أكتب لصحيفة مكة بسنوات قلت في لقاء مع إحدى الصحف إني لو كنت كاتب عمود في إحدى الصحف لكنت أقضي إجازتي السنوية على ضفاف البحيرات في أوروبا وأتحدث عن أصدقائي الأمراء والوزراء. ولن أقضيها في التنقل بين السراة وتهامة والحديث عن أصدقائي المعدمين. وبعد ثلاث سنوات ـ تقريبا ـ من الكتابة في صحيفة مكة بشكل يومي أتت الإجازة التي كنت أنتظرها، ولكني قضيتها أيضا بالتنقل بين السراة وتهامة والحديث عن أسعار الأغنام والتنقل بين معارض السيارات للبحث عن «وانيت» زهيد الثمن لأحد الأصدقاء الذي يريد أن يستخدمه لنقل أغنامه. ومن الواضح أن العيب ليس في الكتابة الصحفية ولا في الأصدقاء من الأمراء والوزراء. ولكنه في سوء استخدامي وفهمي للكتابة والذهاب بها بعيدا عن أهدافها الحقيقية، فالكتابة وسيلة للوصول وليست غاية، ولكني لم أستوعب هذا المعنى بعد، وأحاول أن أتأقلم معه وأظن أني سأنجح بقليل من الصبر و«التناحة»! ومعرفة المشكلة هو نصف الحل كما يقال، وقد عرفت أن ما أكتبه لا يخرج عن «البربرة» المنهي عنها وزاريا وهذا ما سأحاول تجنبه في قادم الأيام! وعلى أي حال.. إن شاء الله وبقي في الأيام متسع فسنلتقي كثيرا ونتفق كثيرا ونختلف كثيرا في هذه المساحة، فكونوا بالقرب فقد نصل معا إلى ما نريد وقد لا نصل أبدا! algarni.a@makkahnp.com