العمل الاجتماعي هاجس أبناء القصيم
يكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوما بعد يوم، ومع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية، وأصبحت في تغيّر مستمر، ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية.
الخميس / 15 / ربيع الأول / 1435 هـ - 22:00 - الخميس 16 يناير 2014 22:00
يكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوما بعد يوم، ومع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية، وأصبحت في تغيّر مستمر، ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية.
وفي السعودية وخصوصا في منطقة القصيم يعتبر العمل الاجتماعي هاجسا يؤرق أبناء المنطقة، وذلك لنيتهم معرفة ما هو جديد، وما هي الآليات المستحدثة في مجالات الرعاية والضمان الاجتماعي ومواجهة الظواهر السالبة في المجتمع؟ وما هي الإحصاءات التي بحوزة فرع الشؤون الاجتماعية بالمنطقة؟
(مكة) استطلعت آراء عدد من المختصين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية من أهالي المنطقة بصفة عامة ومدينة بريدة على وجه الخصوص، حيث تطرقوا لمواضيع ذات أهمية في الشأن الاجتماعي، مثل قضايا المعاقين وكبار السن والأطفال بمختلف أعمارهم والمرأة.
كما تم الحديث معهم عن مجالات تنمية الموارد البشرية وتأهيل المحتاجين وتقديم المساعدات والإعانات لهم، والأدوار التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية في معالجة المشاكل الأسرية وإسهامها في الحد من ظاهرة التسول، وكل ما يخص العمل الاجتماعي والخيري بالمنطقة.
صعوبات وتحديات
عبدالله بن محمد الوابلي رئيس مجلس الجمعيات التعاونية، أفاد في تصريحاته «لمكة» بأن العمل الاجتماعي في منطقة القصيم يواجه كثيرا من التحديات التي تقف عائقا أمام انطلاقته، مشيرا إلى أنها تتمثل في فجوات التغطية لكافة الشرائح المستهدفة، وتعزيز قدرات القطاع الأهلي بالإضافة إلى كيفية تقديم الخدمات.
وقال: إن من أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه العمل الخيري عدم التنسيق بين الجمعيات الخيرية في مسألة التخصصات وكثيرا ما تتقاطع أدوارها ونرى الازدواجية في الأنشطة التي تقوم بها، وطالب بمجلس للجمعيات الخيرية على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به هذه الجمعيات في تأمين الضمان الاجتماعي للشرائح الضعيفة في المجتمع، مضيفا أن الجمعيات الخيرية في القصيم تفتقر لسياسة التأسيس، كما أن ضعف التمويل حد كثيرا من عمل الجمعيات الخيرية وانتشارها في القصيم.
وتحدث عن إمكانية إنشاء الأسر لصناديق خيرية خاصة بالأسرة وكيفية ترخيصها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، مطالبا في الوقت نفسه بتفعيل دور مراكز الأحياء لملء أوقات فراغ الشباب.
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
إلى ذلك تحدث د.صالح بن عبدالرحمن الشريدة عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة بصورة عامة، وقال: إن مخرجات العمل الاجتماعي لا تتناسب مع مدخلات الوزارة، وإن المساعدات التي تقدم للمحتاجين ضئيلة جدا، ولا تشكل أكثر من 25 % وهي دون المستوى. وأضاف «كثيرا ما أشعر أن الوزارة تحاول التخلص من متابعة حالات ذوي الاحتياجات الخاصة».
وقال إن وزارة الشؤون الاجتماعية ينتظرها عمل كبير في رعاية المسنين وتأهيل المعاقين باعتبارهم من أضعف شرائح المجتمع.
خطط واستراتيجيات
وبالمقابل قدم مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم الدكتور فهد بن محمد المطلق «كشف حساب» لمسيرة العمل الاجتماعي بمنطقة القصيم، والدور الذي تقوم به الشؤون الاجتماعية في مجالات تنمية الموارد البشرية وتأهيل المحتاجين وتقديم المساعدات والإعانات لهم، والأدوار التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية في معالجة المشاكل الأسرية وإسهامها في الحد من ظاهرة التسول.
وقال المطلق :هناك كثير من الأدوار التي تقوم بها «الشؤون الاجتماعية « وهي غير معكوسة في وسائل الإعلام ومثال لتلك المشروعات التي تقوم بها «دار التوجيه الاجتماعي، وقرى الأطفال الأيتام بكلفة 45 مليون ريال، ومركز تأهيل المعاقين بكلفة 53 مليون ريال، وإنشاء دار الملاحظة الاجتماعية ببريدة، ومركز التنمية الاجتماعية بعنيزة، ومؤسسة رعاية الفتيان ببريدة بكلفة 60 مليون ريال، وإنشاء دار الحضانة بالرس».
العنف الأسري والحماية
وأكد فهد المطلق الاهتمام ببرامج الحماية الاجتماعية مشيرا إلى مشاركة 8 أجهزة رسمية ونشر منسقين في المحافظات لعكس الحالات الأسرية مع ضمان السرية التامة والتعامل معها بما تقتضيه مصلحة الأسرة.
تخصيص مراكز للمعاقين
كما أكد المطلق أنهم يولون شريحة المعاقين وكبار السن اهتماما كبيرا عبر إنشاء مراكز خاصة بهم وتقدم لهم الأجهزة المساعدة مجانا، وقال: إن هذه الخدمات تصل إلى نحو 15 ألف معاق في القصيم وإن المعاق كلفة رعايته السنوية تصل إلى 62 ألف ريال.
وأضاف: وفرنا للمعاقين 37 سيارة خلال السنوات القليلة الماضية، ومنحناهم 1359 تأشيرة سائق وخادمة، وأصدرنا 470 بطاقة تخفيض خاصة. وأن حجم الدعم المقدم للمعاقين فاق 158 مليون ريال. وأشار إلى أن مراكز تأهيل المعاقين تقبل السعوديين في سن ستين فما فوق، وتقدم خدمات الرعاية والدعم بصورة مستمرة عبر كوادر مؤهلة وبصورة احترافية.
حلول ومعالجات
وقال: نحن الآن نعمل وسط المجتمع من خلال فعاليات توحد جهود الأهالي لتحسين ظروفهم، ونطور من خططنا لإشراك الأهالي في هذا العمل، ولدينا الآن نحو 32 لجنة اجتماعية في القصيم تدعم مشروعات التنمية، قناعتنا في ذلك أن اللجان الاجتماعية تدعم بقوة الأنشطة وتنفذ البرامج لأنها تأتي من رحم المجتمع نفسه.
وأكد المطلق أن تشعب مجالات العمل الاجتماعي يزيد من تعقيداته، ولكن ذلك لم يفت في عضد المسؤولين عن المراكز التي تدير هذا العمل الإنساني في كثير من المرافق، مثل مراكز التنمية الاجتماعية، أو مراكز تأهيل المعاقين، ومراكز الفتيات ودور الحضانة التي تعمل بها النساء فقط، وتقدم مكافأة شهرية 2000 ريال للحاضنة، ودار التوجيه المعنوي، ودار التربية الاجتماعية للبنين، والتي نقدم من خلالها مكافآت شهرية مع تأمين الغذاء والكساء وإعانات للزواج.