بعد مسيرة حافلة في مضمار الشعر الغنائي والتلحين استمرت لأكثر من ثلاثين سنة، اختار الشاعر الغنائي يوسف رجب »مكرها أخاك لا بطل« اللجوء إلى دار الرعاية الاجتماعية بالطائف، بعد أن خذله الأصدقاء وتنكرت له أصوات غنائية كانت تتغنى بكلماته الشفيفة وتترنم بألحانه الحجازية الأخاذة. «مكة» التقت رجب في دار الرعاية مقعدا على سرير بسبب المرض، لكنه كعادته استقبلنا هاشا باشا مرددا كلماته وكأنه يعاتب الأصدقاء: من فينا يا هل ترى.. باع الهوى واشترى.. وغش فيه وافترى.. وخان كل العهود. رجب أبدى سعادته بتغيير نمط حياته الروتيني، الذي كان يفيض بالوحشة والعزلة الإجبارية، وذكر أنه يعيش عالما آخر بين هؤلاء المسنين والعجزة، مكونا صداقات جديدة، راسما لحياته لوحة أخرى تختلف عن عوالمه التي كانت تضج بالطرب والسهر.

جفاء ونكران

وشكا رجب من عدم سؤال الفنانين عن حاله، عدا بعض أصدقائه المقربين من الطائف، علما أن خبر انتقاله إلى الدار قد تناقلته بعض المواقع والصحف الالكترونية، مقدما شكره لأعضاء فنون الطائف، وعلى رأسهم الفنان التشكيلي فيصل الخديدي على تواصلهم وسؤالهم الدائم، وامتنانه لمحافظ الطائف، فهد بن معمر الذي أكمل اجراءات نقله إلى الدار متجاوزا بعض الشروط الروتينية، مقدما له دعما شخصيا بلغ 10 آلاف ريال.

أمل يتجدد

ويقول رجب: أجد عناية طبية ونفسية رائعة في هذه الدار، فقد كنت أشكو من مرض القلب، وتضخم في أطرافي، مع عدم القدرة على استخدامها بسبب بعض الأمراض المزمنة، والآن أحمد الله أستطيع أن أتحرك بشكل أفضل، وأغني في وجه القبح والظلام، لعل الضوء يشعل قناديله من جديد في عتمة الروح. الفنان يوسف رجب، كما يقول فيصل الخديدي، شاعر غنائي عشق الحرف فأبدع في نسج قصائد تغنى أكثر من خمسة عشر فنانا بها بأكثر من سبعين قصيدة، عشق الطائف وقدم لها الكثير من خلال لجنة الشعر بجمعية الثقافة والفنون. عرف بإنسانيته وشفافيته في التعامل، وهو ما انعكس على منجزه الشعري، بسيط في تعامله، وهو ما أغرى بعض المطربين المتعاونين معه للتنكر له وتهميشه، ولكنه في كل مرة كان يبث الإبداع من الهامش ليبهر الكل بروعة حرفه ورقي كلمته.

فكرة تكريم

يذكر أن جمعية الثقافة والفنون بالطائف تعتزم خلال الأيام القليلة المقبلة تكريم الشاعر يوسف رجب من خلال حفل تكريمي له في فرع الجمعية، بحضور المهتمين وبعض الفنانين الذين سيتجابون مع هذه المبادرة الإنسانية، والذين تغنوا بكلماته وألحانه كمحمد عبده، وعلي عبدالكريم، وعبادي الجوهر، وعبدالله رشاد.