البنداري: إعلامنا لا يستخدم سوى 10 % من قاموس العربية
إشكالات واسعة حول الإعلام العربي طرحها المشاركون في الجلسة الرابعة أمس في مهرجان جواثى الثقافي الرابع، والتي كان محورها «ملتقى الأدب بين الفصحى والعامية والإعلام»
الجمعة / 11 / جمادى الآخرة / 1435 هـ - 00:45 - الجمعة 11 أبريل 2014 00:45
إشكالات واسعة حول الإعلام العربي طرحها المشاركون في الجلسة الرابعة أمس في مهرجان جواثى الثقافي الرابع، والتي كان محورها «ملتقى الأدب بين الفصحى والعامية والإعلام». عضو هيئة التدريس في جامعة الدمام، الدكتور عبدالرحمن المهوس ذهب في ورقته «اللغة العربية في إعلام ما بعد الحداثة» إلى أنه وفق بعض التقارير، أضحت اللهجات المحلية تتصدر اللغات في القنوات العربية، مزاحمة الفصحى حتى في البرامج الثقافية، ومنها الإخبارية، وخاصة في المغرب العربي ولبنان. وأضاف المهوس: بما أن من ينتجون إعلامهم الخاص لا يخضعون لتشريعات إعلامية، ولا جهات رقابية، ولا ينتسبون إلى مؤسسات إعلامية، فإن منتج الإعلام يمثل كل هذا، فهو المشرّع والرقيب والجهاز الفني والتحريري في آن واحد، ويكفي أن نعلم أن القنوات السعودية التي احتلت المراكز الأولى في يوتيوب كلها تبث باللهجة العامية. وأشار المهوس إلى أنه نتيجة للانفتاح الإعلامي والمعلوماتي الكبير، وتراجع دور المؤسسات اللغوية عما كان عليه سابقا، بدأت الهوة تتسع بين اللغويين والإعلاميين، وبدلا من الاتفاق على الهدف، بدأت تظهر الاتهامات بين الطرفين، وهو ما سوف يؤدي إلى مزيد من الضعف اللغوي في وسائل الإعلام. ويرى المهوس أن كل شيء بات مقبولا، حيث لم تعد النخبة كما كانت عليه في مرحلة الحداثة، حيث تراجعت مقابل تقدم الجمهور، مستعرضا عددا من الأطروحات في هذا السياق. وأكد عضو هيئة التدريس في جامعتي الأزهر وأم القرى، الدكتور محمد الشاذلي البنداري في ورقته عن «العربية والإعلام مفاهيم ونظريات قديمة وحديثة» أن أعلامنا العربي لا يستخدم إلا 10 % من قاموس اللغة العربية، مشيرا إلى أن الطاغي هو العامية الفقيرة كل الفقر في مفرداتها في حين عرف عن لغتنا الفصحى أنها أوسع اللغات والأدق في أيصال المعنى، والأقدر على متطلبات العصر. وانتقد البنداري مختلف وسائل الإعلام في هذا السياق، خصوصا المتخصصة في تغطية الأحداث الرياضية والفنية، مؤكدا انحراف العامية عن الفصحى بإبدال كثير من الحروف، والقلب والنقصان والزيادة، والنحت وغيرها دون ضرورة أو تناسب مع القوانين اللغوية لهذه الظواهر. ومن أبرز المشكلات التي تواجه إعلامنا تبعيته بعض القنوات الناطقة بالعربية لدول أجنبية، وثمة احتكار للأنباء من وكالات أنباء يسيطر عليها اليهود في العالم، مضيفا أن عصرنا هذا أضاف عنصرا آخر يتكامل مع اللغة المسموعة وهو «عالم الصورة وثقافة العين» والخطاب الإعلامي نسق تفاعلي وصناعة ثقافية، صناعة تجمع بين اللغة والمعلومة ومحتواها الثقافي والآليات التقنية لتبليغها عبر الزمان والمكان. وفي ورقته (اللغة العامية في شعر البردوني) يرى عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالحميد سيف الحسامي أن الشاعر اليمني عبدالله البردوني وقع إبداعيا في أسر ما نادى به نقديا، فالبردوني الناقد، أثر على البردوني الشاعر، ويبدو أن تلك الإثارة والدعوة إلى ضرورة التعبير عن المحلية من أبرز العوامل التي أثرت في رؤية الشاعر البردوني في بناء نصه الشعري على تلك الشاكلة، وكان لإثارة هذه القضية أثرها في المستوى النقدي، إذ لاقت ردودا كثيرة، كما كان لها أثرها في المستوى الإبداعي لدى البردوني نفسه، إذ أكثر من توظيف الأمكنة والرموز المحلية في قصائده. وفي ورقته «العامي الفصيح ومقاربات تدبيج النص..ديوان أحاديث سمك لمبارك الخطار أنموذجا» أشار الدكتور خليفة ياسين بن عربي إلى أن الشاعر الخطار قدم تبريرا منطقيا دفعه لاستخدام العامي الفصيح، حيث يشير في مقدمة ديوانه إلى أنه يضع تصويرا دقيقا لأحداث وقصص ووقائع تكاد تكون حقيقية على أساس رسوخ شيوعها في الوعي الجماعي الشعبي. ويرى عربي أن ديوان «أحاديث سمك» وظف كما كبيرا من الألفاظ العامية الفصيحة، وفق أساسين، هما الغرض التوثيقي التاريخي كما ورد في توثيق أسماء لبعض مناطق البحرين مثل: «الزلاق والحدث وعسكر والمحرق والبحير وغيرها»، كما ذكر الشاعر الأهازيج والأغنيات الشعبية المتعلقة بتلك الأساطير السمكية كالأغنية الشعبية التي تروى على لسان سمكة «الفسكرة».