لماذا هجر المثقفون أنديتهم؟
كانت الأندية الأدبية وانتخاباتها ولوائحها الشغل الشاغل للوسط الثقافي قبل ثلاثة أعوام ، وبعد مضي هذا الوقت تضع «مكة» عينها على مستوى تصاعد وتناقص أعضاء الجمعية العمومية لكل ناد، لنجد مؤشرا ملفتا في تناقص الأعضاء باستثناء أدبي الشرقية الذي جاءت إحصائية أعضائه في تزايد، علما بأن مجلسه معين وغير منتخب.
الاحد / 6 / جمادى الآخرة / 1435 هـ - 00:00 - الاحد 6 أبريل 2014 00:00
كانت الأندية الأدبية وانتخاباتها ولوائحها الشغل الشاغل للوسط الثقافي قبل ثلاثة أعوام ، وبعد مضي هذا الوقت تضع «مكة» عينها على مستوى تصاعد وتناقص أعضاء الجمعية العمومية لكل ناد، لنجد مؤشرا ملفتا في تناقص الأعضاء باستثناء أدبي الشرقية الذي جاءت إحصائية أعضائه في تزايد، علما بأن مجلسه معين وغير منتخب. أوضح عضو الجمعية العمومية بجازان أحمد السيد عطيف أن تناقص المنتسبين للجمعية العمومية يعود إلى شعور الأعضاء بعدم فاعليتهم وجدواهم، وإلى سوء أداء مجالس الإدارة والشبهات الكثيرة التي أحاطت بعملية الانتخابات. فيما بين عضو مجلس إدارة نادي الجوف محمد الرويلي أن الأعضاء المنسحبين ولم يجددوا إنما جاؤوا لمهمة محددة وحين انتهت رأوا أن من غير المهم البقاء، مثل هذه الحركات تجمعها المصالح ويفرقها انتفاء المصلحة. وأشار نائب رئيس نادي الحدود الشمالية ثامر قمقوم إلى أن عزوف الأعضاء بعد الانتخابات واضح وملموس في كافة الأندية، فهم قد أدوا دورهم بترشيح من يرغبون فقط، ولم يبق سوى من هو معني بالاهتمام بالأدب. ويرى أحد أعضاء مجلس إدارة أدبي الشرقية طلال الطويرقي أن الزيادة التي حصلت بنادي الشرقية سببها تعيين الوزارة للجنة لإدارة ملف الانتخابات، تمخض عنها مراجعة الجمعية وتقرير شروط جديدة للانضمام وفتح باب العضوية لمن تنطبق عليه. ومن جانبها اعتبرت عضو الجمعية بأدبي الطائف أحلام الثقفي أن التقلص يعود للفهم غير الناضج لدى البعض بأن الثقافة ما هي إلا تحزبات ثقافية، والبعض ربما أخذ العضوية ليستفيد منها في جهة العمل، وليملأ سيرته الذاتية. فيما أكد عضو جمعية أدبي الرياض أحمد الدويحي كلام المثقفين السابق، وأن عدم القناعة بالمؤسسة الثقافية هي أحد مسببات التناقص، وأضاف أن مجالس الأندية لم تأت بطريقة نزيهة، ولن تمارس نشاطها بالتالي بقناعة لوجه النشاط الثقافي والأدبي، بل لمقتضيات تخضع لمحسوبيات وقضايا هامشية. ومن وجهة نظر أحد المنتسبين السابقين لجمعية أدبي مكة صديق واصل يرى أن البرامج التي يقدمها أدبي مكة جيدة ولكنها غير شاملة، فالنادي ثقافي أدبي وليس أدبيا فقط. أما عن أدبي جدة فيقول عبدالهادي صالح: من المهم قبلا تفعيل دور الجمعيات العمومية في الأندية والأخذ برأيها في ما يخص تطوير الأداء، والتفكير سويا مع مجلس الإدارة في البرامج حتى لا نسمع عن انسحابات، لأن الانسحاب سببه تجاهل الأعضاء. والتكتل ومساندة الأصدقاء ودخول من هم غير منتسبين أصلا للثقافة هو سبب التقلص، كما يرى أحد أعضاء أدبي حائل علي العريفي، مضيفا أن الهم الثقافي لا يعنيهم، فبعد انتهاء الانتخابات تنتهي مهمتهم.
«ربما لم يجد الأدباء المنسحبون من عضوية الجمعية العمومية في أدبي أبها ما يبقيهم. فهم يرون أن النادي لا يلقي لهم بالا إلا حين يقترب موعد عقد الجمعية العمومية لإبراء الذمة. كما أن الأولويات في النادي ضائعة، ومن أهم الملحوظات التي رصدها المتابعون للنادي أن النادي يطبع لأديب كتابا ويوجه له دعوة لحضور المعرض في ظل تغييب لأعضاء آخرين فاعلين في الجمعية»
علي فايع ـ أدبي أبها
«ما حدث من تقليص في الجمعيات العمومية للأندية يعود إلى صراع التيارات من جانب؛ وإلى نسق اجتماعي سيئ للغاية تعيشه مجتمعاتنا وهو إقصاء الآخر؛ وهذا ما تعرضت إليه الأندية الأدبية، فالبعض يريد إقصاء البعض، ويريد التفرد بالمجالس، وكأنه ملك لهم؛ الأمر الذي أدى إلى ابتعاد كثيرين ومحاولة تشويه وتقليل منجز المجالس الحالية لتصبح القضية قضية كراسي لا قضية ثقافة وإنجاز وأدب ووعي»
سامي الجمعان ـ أدبي الأحساء
«ظاهرة العزوف لها أسبابها، فالتقنية ألقت بظلالها على الراهن الثقافي، وأصبح المعطى التقني يمنح المبدع آفاقا أوسع من تلك التي تمنحها المؤسسة الثقافية، والبعد الآخر هو صورة ذهنية وحالة فرضتها المؤسسة الحكومية، حيث ضعف أدائها خلق حالة من عدم الثقة بفاعليتها، فالأمر يتجاوز الأندية إلى مختلف المجالس التي تقترب في طبيعتها من الأندية الأدبية، حيث صدرت للمتلقي صورة سلبية عن واقع المؤسسة الحكومية، فالأندية هي ضحية هذه الصورة»
ناصر العمري ـ أدبي الباحة
«هناك سؤال سابق لهذا، وهو يمثل حجر الزاوية في تقلص أعضاء الجمعية العمومية، وهو لماذا انتسبوا للجمعية العمومية، وما الهدف من هذا الانضمام؟ هذا السؤال سيجيب عن سؤال التقلص بدرجة كبيرة! اضف إلى ذلك أن هذا التقلص هو تقلص في الوعي بدور الجمعيات، وأثرها في الأندية إلى جانب أن اللائحة لم تفعل أعضاء الجمعية بشكل جيد، طبعا هذا مرتبط بالدعم الثقافي والإعلامي والتأليفي والمادي لهم».
أحمد اللهيب – أدبي القصيم
«أعتقد أن السبب يعود لأن أكثر الأعضاء ليسوا مثقفين، وإنما أخذوا العضوية بدافع الفزعة، وقصور اللائحة في بعض شروط العضو ساهم في دخول أشخاص لا يعرفون موقع النادي أصلا. كما أن بعض أعضاء المجالس راق لهم الأمر فلا يدعون الأعضاء للفعاليات، فأصبح هناك شبه تطفيش لهم مما جعل المثقف غير حريص على العضوية، لأنه يدفع نقودا بلا مقابل. كما أن فعاليات ومطبوعات الأندية أصبحت لا تغري المثقف الحقيقي»
محمد فرج العطوي –أدبي تبوك
«معروف أن الانتخابات السابقة للأندية الأدبية لم تحز على اهتمام المثقفين، حيث تدار بعض الأندية الحالية من قبل بعض الأفراد الذين لا علاقة لهم مباشرة بالثقافة، مما أسهم في فشل استقطاب المثقف الفاعل من جهة وتنفيره من جهة أخرى، كما أن بعض الإدارات الحالية ترغب في بقاء الوضع الثقافي خاملا جدا مع الأسف في عدم مبادرتها للوصول إلى المثقف، فهذا دورها المفترض، مع عدم تبرئة المثقف من التقصير في عملية التواصل أيضا»
سعود البلوي ـ أدبي المدينة
«يعود السبب إلى أمرين، الأول يتعلق بالعضو وذلك من حيث عدم حرصه على فهم ما له وما عليه في اللائحة فيبنى لديه إحساس بعدم أهميته، والثاني مجلس الإدارة فهو سبب رئيس في نفور أعضاء الجمعية، وذلك من خلال تهميشهم وعدم التواصل معهم واطلاعهم على حقوقهم وعدم إشراكهم في اللجان العاملة»
محمد آل هتيلة ـ أدبي نجران
نسبة التقلص في الأندية الأخرى:
91 % الأحساء 88 % تبوك 87 % الطائف 86 % الحدود الشمالية 75 % الجوف 73 % مكة المكرمة 72 % جازان 67 % الباحة 60 % الرياض 60 % نجران 57 % حائل 54 % المدينة المنورة 52 % القصيم 40 % جدة 9 % أبها
2 % نسبة الزيادة في الشرقية