تنتشر المصليات الفندقية في أرجاء المنطقة المركزية المجاورة للحرم المكي الشريف، الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل عن مدى صحة ائتمام نزلاء تلك الفنادق بإمام الحرم المكي من عدمها. وعمدت عدة فنادق إلى تركيب أنظمة صوتية مرتبطة بالحرم المكي، بل أنشأت مصليات مصغرة يقيم فيها النزلاء الصلاة، باتباع أئمة الحرم دون الحاجة للذهاب للمسجد الحرام، وأداء الصلاة فيه، فيما تستخدم فنادق أخرى صوت قناة القرآن الكريم التلفزيونية لذات الغرض. و يعتقد محمد شاهين أن كل الفنادق التي يسمع فيها أذان وصلاة الحرم المكي الشريف، تجوز الصلاة فيها بمتابعة إمام الحرم عبر الصوت بغض النظر عن اتصال الصفوف من عدمه، فيما ذكر حبيب جعفر موظف الاستقبال في أحد فنادق مركزية الحرم «نعمد إلى ربط الأجهزة الصوتية في الفندق بقناة القرآن الكريم، ويتم إيصال الصوت لأرجاء الفندق في أوقات الصلاة الخمسة». بدوره أوضح مدير إدارة التشغيل بالحرم المكي الشريف المهندس فارس الصاعدي أن المصليات المرخصة والواقعة على أطراف ساحة الحرم المكي الشريف تمتد إليها الصوتيات من الحرم، مبينا أنها مرتبطة صوتيا بشكل مباشر بالحرم، عبر آلية خاصة تتم بين الفندق وبين المسؤولين في رئاسة الحرمين. ولفت الصاعدي إلى أن بعض الفنادق التي يصدح في أرجائها أذان الحرم وصلاته تقوم بتوزيع الصوت في الفندق بربط الصوتيات بإذاعة القرآن أو قناة القرآن الكريم، وذلك لإعلام النزلاء بدخول وقت الصلاة في تلك الفنادق فقط. وأفاد أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى الدكتور أحمد البناني، بأن نية الصلاة مع جماعة الحرم من خلال فندق يفصله فاصل عن الحرم كشارع ونحوه، مع انقطاع الصفوف، لا تصح. وأشار إلى أن الفائدة من الصوتيات المرتبطة بفنادق بعيدة عن الحرم ترجع إلى معرفة دخول وقت الصلاة، ويمكن للمصلي فيها أن يفرد أو يصلي مع جماعة في نفس الفندق دون متابعة الحرم في التكبيرات من خلال الصوتيات، مبينا أن الفنادق الواقعة على أطراف ساحات الحرم والتي يمكن من خلالها اتصال الصفوف يرجو أن تكون الصلاة فيها صحيحة بخلاف التي يفصلها فاصل عن الحرم، ولا تتصل الصفوف منها إلى المصلين في الحرم وساحاته.