الرأي

تعداد السكان الموقت للمناطق الريفية

شاهدت والكثير من الناس القاطنين والمارين على مناطق الريف السعودي من الطائف إلى الباحة وعسير وجازان من اكتظاظ للسكان في فترة ما بين يونيو إلى سبتمبر في تلك الرقعة من المملكة إذ تنتعش الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خلال تلك الفترة. يأتي تعداد تلك المناطق خلال الفترة المذكورة تقريبا ضعفي العدد الأصلي من مقيميها، فتلك المناطق حباها الله أجواء مغايرة عن بقية مناطق المملكة وتضاريس متعددة، غير أن السياحة فيها مقتصرة على الصيف فقط، أما في فترة الربيع فلا يزيد عدد السكان عن مقيمي تلك المناطق إلا قليلا. قال لي صديق ذات مرة إن مناطق الريف السعودي تستحق ألا يأتيها الناس إلا مرة في السنة ليبقى جمالها الرباني متجددا، وهو قول مقدر وعزيز يتمنى صاحبه أن يبقى جمال تلك المناطق دائما إذ يرى أن بعض السائحين يأتون إليها ولا يغادرون إلا وتغير المكان من حسن إلى سيئ. بينما نقول لا بد أن الهجرة العكسية آن لها أن تعود، فأهل تلك المناطق قد غادروها بحثا عن الأعمال والجامعات، وكذلك ينبغي أن يكون لفروع الوزارات والدوائر الحكومية الأخرى والخاصة وجود أكثر واستيعاب أكبر لإعادة مهاجري تلك المناطق إليها. كذلك مع توفر الجامعات الآن في تلك المناطق التي يجب اكتمال منظومتها الأكاديمية بأسرع وقت واكتمال فروعها بالمحافظات، وإسكان الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس. أيضا مع تلك التحديثات المطلوبة ينبغي من وزارة الصحة عمل التوسعات السريرية لمستشفياتها بتلك المناطق واستقطاب الكوادر الوطنية الطبية لها، ومن وزارة النقل أعمال التوسعة للطرق، وكذلك العناية الكبرى بالأماكن السياحية والتراثية من هيئة السياحة والتراث الوطني، وثمت رافد مهم وهو النقل الجوي الذي ينبغي أن تعاد جدولة الرحلات إلى هذه المناطق ومنها وتعدد شركات النقل كذلك لما فيه من عائد اقتصادي مهم. ومن الرائع كذلك أن يكون ذلك وفق رؤية 2030 بأن يكون ثمت توازن في المناطق من الناحية الاقتصادية بفعل التوسع العمراني والخروج من مركزية المدن وهو من ضمن الحلول المطروحة والمأمول الخروج بها إلى إنعاش مناطق الريف ودعمها اقتصاديا.