على بعد 18 كلم من حد الحرم، يمين قاصد الطائف من طريق السيل، وفي أعلى الوادي الممتد على مسار طريق السيل، يقع وادي الصدر بطبيعته الجبلية القاسية، ويجمع بداخله عدة قرى صغيرة، بعضها مهجور، بلا حياة ولا حراك، تحيط بها الجبال بشكل دائري، وكأنها الثعبان الأسود الذي يحمي الجوهرة، ومن أشهر جبالها جبل «كنثيل» والذي كان يسمى في الجاهلية «كمن ثيل» ويراه القادم للطائف من منطقة العرفاء، على بعد مائة كلم من طريق الرياض الطائف، ومن الممكن أن تراه من بوابة مكة على الخط السريع للقادم من جدة وجبل مسعود وضهياه، والفراه والفرية، وغيرها من الأسماء التي توارثها السكان دون علمهم بأسباب مسمياتها، كونها تعود لعصور سابقة، ويضيف سلمان، وحنين: وادٍ يسيل من جبال طاد، والتنضب وهو أعلى وادي عرنة، فيدفع غرباً بين جبل «لبن لبنين» وهما يفصلان بين البجيدي وحنين، وبين جبل «كنثيل» وجبل مسعود من الشمال، ويسمى أعلاه الصدر، ثم يجتمع مع وادي «يدعان» عند طرف جبل «كنثيل» من الغرب. تحتضن قرية الصدر بداخلها أودية وشعابا متعددة، ومن مناطقها الصدر الأسمر والصدر الأبيض، وتعود تسميتها للونها الذي يكسوها، ويسكنها في السابق العديد من الناس إلا أنها الآن لا يتجاوز سكانها الـ150 نسمة، متفرقين قي أوديتها وشعابها وسهولها، بعد أن تركوا مبانيهم القديمة التي في قمم الجبال، وتوجهوا نحو السهول والأودية، والكثير من سكانها توجهوا لمكة المكرمة وغيرها من مناطق المملكة، حيث الخدمات المتكاملة. ويروي سلمان الحتيرشي أن وادي الصدر هو صندوق أسرار الماضي، وسمي بالصدر؛ لوقوعه بصدر الوادي، وهو عبارة عن سلسلة من الجبال، التي تكون صدر وادي حنين موقع معركة حنين الشهيرة، وتمتد سيول وادي الصدر إلى وادي «عرنة» وهو وادٍ فحل من أودية الصدر ذو روافد متعددة، يأخذ أعلى مساقط مياهه من «الثنية» التي تقع بين جبال الهدأة وجبال طاد والتنضب، ويسيل ماؤها الشرقي إلى روافد نخلة اليمانية، والغربي إلى صدر عرنة. يسمى صدر عرنة وادي الصدر. وبه قرية الشرائع (ماء حنين قديماً، ومنها إلى المرور بجانب مسجد نمرة بعرفات، متجهاً صوب البحر الأحمر، وهي المنطقة التي تفصل هذيل اليمن عن هذيل الشام، وهناك وادي شجي وشُجي، والتي اشتهرت بسكناها من قبل الجن حتى وقتنا الحالي، وهي تصب في وادي الصدر، وبها ضهياه البيضاء والسمراء وطاد، وبه تلعت الزير التي اشتهرت بالذهب وجبل أبورشا وخروم والجبل الأيسر وجبال الغربان التي يعود اسمها للونها الأسود كالغراب، وريع الثنية الذي يربط الصدر بالحوية، وسيفتتح قريبا بإذن الله.