شارع إبراهيم الخليل باب رزق الكدادة
شارع إبراهيم الخليل ليس طريقا مؤديا للحرم المكي فحسب، بل إنه مصدر رزق لأولئك الذين يقضون فيه يوميا ساعات طوالا بحثا عن لقمة عيش لأسرهم، فالشارع يحمل اسم إبراهيم عليه السلام، الذي دعا ربه أن يرزق أهله من الثمرات
الجمعة / 4 / جمادى الآخرة / 1435 هـ - 00:30 - الجمعة 4 أبريل 2014 00:30
شارع إبراهيم الخليل ليس طريقا مؤديا للحرم المكي فحسب، بل إنه مصدر رزق لأولئك الذين يقضون فيه يوميا ساعات طوالا بحثا عن لقمة عيش لأسرهم، فالشارع يحمل اسم إبراهيم عليه السلام، الذي دعا ربه أن يرزق أهله من الثمرات. «الكدادة» أحد أبرز المسترزقين من التجول في الشارع ذهاباً وإيابا، وكأنهم الطير تغدو خماصا وتعود بطانا، إذ يستيقظون صباحاً خالين الوفاض، ومع أول راكب يقصد الحرم المكي تبدأ رحلة الرزق التي تنتهي منتصف الليل. يقول خالد البيشي الذي ينقل الركاب من وإلى الحرم المكي»يمتاز شارع إبراهيم الخليل بقربه من المسجد الحرام، وتصطف على جنباته فنادق كثيرة يسكنها المعتمرون والزوار. وهذان العاملان شكلا منه مصدر رزق لأبناء مكة». ويضيف البيشي «أستثمر وقت فراغي في عمل يوفر لي المال، فأنا طالب جامعي، ولا يمكنني العمل في قطاع حكومي أو أهلي لارتباطي بالجامعة، لكنني وجدت في الكدادة مصدر رزق، فبدأت أستخدم سيارتي الخاصة في نقل الركاب من وإلى الحرم، وذلك بشكل يومي فور فراغي من المحاضرات الجامعية». وعن المكاسب التي يجنيها من الكدادة، بيّن البيشي أن العمل في المجال أكسبه ثقافة أكبر عبر التحدث إلى الناس، وزادت خبرته في الحياة، كذلك مكّنه العمل من استثمار وقته في النافع بدلا من التسكع في الطرقات أو البقاء في المقاهي. أما فيما يخص الجانب المادي فيقول «العائد المادي ليس مرضيا في كثير من الأحيان، فبعض الركاب بعد إيصاله يعتذر بعدم حمل مبلغ، وآخرون يهربون قبل الدفع، لكن في نهاية الأمر مستورة، والحمد لله». وفي ذات الشارع تحدث أحدهم رافضا الإفصاح عن اسمه خشية معرفة أقاربه بأمر عمله كدادا، حيث قال «أنا متزوج ورب لأسرة ولدي وظيفة حكومية، إلا أن العمل في الكدادة، خصوصا في مكة المكرمة، مصدر رزق مغر» ، مضيفا أن وجود الزبائن متفاوت بين مكان وآخر، فالمنطقة المركزية تعتبر الأكثر زبائن، وشارع إبراهيم الخليل يحتل المرتبة الثانية في عدد الزبائن، لذا يكثر في الموقعين الكدادة». وختم حديثه بالإشارة إلى أن الدخل اليومي متفاوت، فخلال موسم العمرة والحج يصل الإيراد اليومي إلى 400 ريال، فيما يتجاوز في المواسم 1500 ريال، لافتا إلى أن القادمين من دول الخليج يعتبرون الأكثر دفعا، فيما الأقل هم القادمون من دول شرق آسيا وبعض الدول العربية.