سلوك الحاج المسلم
الاثنين / 11 / ذو الحجة / 1437 هـ - 22:15 - الاثنين 12 سبتمبر 2016 22:15
استقبلت الأراضي المقدسة في موسم حج العام الماضي1.952.817 حاجا من داخل المملكة وخارجها كما أفادت هيئة الإحصاء.
لا شك أنه عدد كبير ويستنفر قطاعاتنا الحكومية بكل كوادرها وإمكاناتها، في ظل حرص حكومتنا على بذل كل طاقتها لإنجاح موسم الحج والتسهيل على ضيوف الرحمن.
لن أتحدث عن رجال الأمن الذين لا يألون جهدا في حماية بلادنا وضيوفنا، يدفعهم إخلاصهم وحرصهم على سلامة الحجيج على الرغم من أن إدارة حشود تفوق المليون غاية في الصعوبة، لكن سأعطف بحديثي على أمر آخر دوما يشدني في مواسم الحج والعمرة، وهو حالة المشاعر المقدسة أثناء هذه المواسم وبعد انتهائها، وما يحصل من الفوضى العارمة التي تسببها النفايات، فلا تبرح شبرا دون أن تجد شيئا ملقى على الأرض، على الرغم من أن وزارة الشؤون البلدية بحسب إحصائية 1436 تجند ما يقارب من 24 ألف شخص لتنفيذ خطة النظافة في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى 36 ألف دورة مياه مجهزة وموزعة على المشاعر.
والحق يقال إن عمال النظافة يعملون بشكل دؤوب ومتواصل دون أن تنتهي النفايات، فالسبب للأسف في تكدسها ليس قلة العمالة، بل هي سلوكيات (بعض) الحجاج الذين لا يدركون قيمة المحافظة على نظافة الطرقات والساحات ودورات المياه، فلا يكلف أحدهم نفسه إلقاء القاذورات في الحاويات المنتشرة، ولا يرفع ما تبقى من طعامه بعيدا عن امتهان المارة والسيارات.
ومن مشاهداتي السابقة في المشاعر رأيت أن قلة الوعي بأهمية النظافة والعناية بالمرافق لدى بعض الحجيج هي الأساس، فلو جندت الوزارة مئات الألوف من العمالة فلن تحل هذه المشكلة طالما أن هناك من لا يعبأ أين يرمي مخلفاته، وهو أمر محرج لنا، فنظافة الأراضي المقدسة مسؤوليتنا، لكن ما الذي يمكن أن نفعله إذا كان الخلل من سلوكيات الحاج الذي يفترض به أن يمثل السلوك الحقيقي للمسلم المتحضر؟
لذا قد يكمن الحل في أن تحرص سفاراتنا في الخارج على توعية الحجيج بهذه السلوكيات الخاطئة، وتشدد على شأن المحافظة على المشاعر المقدسة نظيفة تعظيما لها، وتلزم من ينوي الحج أو العمرة بدورة مبسطة لتعليم من يجهل وتثقيفه، وهو شرط لاستصدار التصريح وتكلف حملات الحج بتنفيذها مع مراقبتهم.
كما يجب على الوزارات المعنية تنفيذ حملات توعوية مكثفة في شتى قنوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حتى تظهر المشاعر المقدسة والحَرَمان بالمظهر اللائق الذي لا تشوبه أي شائبة، ويرسم الحجاج صورة راقية تظهر تعاليم الإسلام التي تحث عن إماطة الأذى عن الطريق.