الرأي

عدم اتخاذ القرار هو الخطأ.. حسنا فعلت يا صاحب المعالي

مانع اليامي
القرارات الصائبة لا تأكل نفسها، والواضح في أدبيات الإدارة أنه بالتعلم والخبرة يمكن اكتساب كثير من المهارات المهنية أيضا، مثل ذلك يحدث بالتجربة لكنه لا يعني أن المسألة سهلة وممتعة حينما يختبر واقع الحياة العملية على الأرض مدى القدرة على صنع القرارات الصائبة التي تنأى بنفسها عن الطعن وتسيطر على الموقف الذي خرجت من أجله، أو تعالج المسألة التي أوجبت ظهورها سواء كانت هذه القرارات عادية أو مصيرية. هذه المقدمة التمهيدية تتصل بالمقطع الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، المقطع الذي ظهر فيه أحد عمالة المقاول وهو يقوم بدهان إحدى غرف مستشفى بقيق العام رغم وجود مريض بالغرفة، المقدمة تمهيدية وتتحرك أكثر في أفق ببيان وزارة الصحة المتصل بالواقعة – البيان الباعث على الارتياح الشعبي. في العموم، رأيي يميل إلى أن الحقيبة الوزارية في المقام الأول سياسية مهما ضاق أو اتسع مدى المسؤوليات أو نطاق الاختصاص، والأفضل أن تمتد نظرة الوزير - أي وزير - إلى تأصيل مفهوم استثمار مهام الوزارة وفق معادلة (خدمة الناس وتمتين العلاقة بينهم وبين دولتهم)،ـ وهذا الأمر ليس عصيا متى صلحت النية واتسع الإدراك. نتفق أو نختلف، لكل عمل ممرات تتعرج أحيانا وتكثر بها التحويلات، والعبرة في كل الأحوال بالقدرة على تعديل المسارات وتقفيل التحويلات. مسارات العمل معرضة للاختناقات إما لضعف البنية الوظيفية وتكاسل الموظف، أو سوء فهم سياسات وإجراءات العمل من الأساس وربما ترتبط المسألة بالإهمال المقصود أو غير المقصود، أيضا من المحتمل إلى حد بعيد أن تكون الحالة نتيجة انتشار المحسوبيات أو الانشغال بالمصالح الخاصة عبر سلطة الوظيفة، حيث ترتبك العملية الإدارية بكاملها حينها وتتحول الجهة - وزارة أو غيرها - من واجب ترجمة اهتمام الدولة بالمواطنين وتقديم الخدمات لهم إلى أداة تأزيم أو مصدر احتقان. الأكيد، أن المواطن السعودي يثق في القيادة إلى أبعد الحدود، وهو اليوم قادر على التأشير إلى مكانه المتقدم في خطط التنمية، أيضا الغالبية تفهم الأنظمة وتستطيع تفسيرها، بل ونقدها، والكل يتطلع إلى جودة الأداء وعدالة التعامل. عودا على بدء، بيان وزارة الصحة الأخير واجه رغبات المجتمع وحظي بالاحترام البالغ، وفيه رسالة مهنية لديوان الوزارة وفروعها. الشكر والتقدير في كل الأحوال لمعالي الوزير توفيق الربيعة. ختاما، تمر الأيام عجلى، والسؤال كم من الوزراء بقي عالقا في ذاكرة الناس على خلفية تميز جهوده وإخلاصه؟ وكم منهم خارج الذاكرة؟.. وبكم يتجدد اللقاء.