العوامية.. السلم والدم

العوامية بلدة صغيرة في محافظة القطيف بشرق السعودية يقطنها قرابة 30 ألف نسمة، وعائلاتها هم امتداد لأشهر القبائل العربية النجدية والحجازية أشهرها قحطان وسبيع ومطير وشمر والأشراف، وتتميز بنخيلها ومزارعها المتقاربة، نشأت هذه البلدة داخل مربع مغلق بسور وفيه أربعة أبراج للحماية وخارج السور خندق يمتلیء بالماء، وتوزيع بيوتات العوائل فيها يشرح تركيبتها السكانية والتي تميزت منذ القدم بحماية الضعيف وقبولها للاجئين لها وقت المحن وهذا واضح في تشكل بعض بيوتات الأسر خارج السور وخاصة في جهة الجنوب والشرق، وكانت العوامية متناغمة مع حكم آل سعود في بدايات نشوء الدولة وكان حاكمها محمد بن حسين ومن جاء بعده مهدي بن عبدالله علی تواصل مباشر مع الملك عبدالعزيز، ومن أبرز الأحداث هو التعهد بحمايتها من الغزوات المستمرة عليها والمعارك التي حصلت ومن أشهرها معركة جبل القوم، ويذكر أهالي العوامية زيارة الملك سعود وبصحبته إحدى بناته وإقامتهم في مزرعة أحد الأهالي وزيارتهم لبيت وجيه من الوجهاء

العوامية بلدة صغيرة في محافظة القطيف بشرق السعودية يقطنها قرابة 30 ألف نسمة، وعائلاتها هم امتداد لأشهر القبائل العربية النجدية والحجازية أشهرها قحطان وسبيع ومطير وشمر والأشراف، وتتميز بنخيلها ومزارعها المتقاربة، نشأت هذه البلدة داخل مربع مغلق بسور وفيه أربعة أبراج للحماية وخارج السور خندق يمتلیء بالماء، وتوزيع بيوتات العوائل فيها يشرح تركيبتها السكانية والتي تميزت منذ القدم بحماية الضعيف وقبولها للاجئين لها وقت المحن وهذا واضح في تشكل بعض بيوتات الأسر خارج السور وخاصة في جهة الجنوب والشرق، وكانت العوامية متناغمة مع حكم آل سعود في بدايات نشوء الدولة وكان حاكمها محمد بن حسين ومن جاء بعده مهدي بن عبدالله علی تواصل مباشر مع الملك عبدالعزيز، ومن أبرز الأحداث هو التعهد بحمايتها من الغزوات المستمرة عليها والمعارك التي حصلت ومن أشهرها معركة جبل القوم، ويذكر أهالي العوامية زيارة الملك سعود وبصحبته إحدى بناته وإقامتهم في مزرعة أحد الأهالي وزيارتهم لبيت وجيه من الوجهاء.ظهر في العوامية عدد من الاتجاهات الفكرية مع تعدد الحقب التاريخية وفقا للظروف العامة التي كانت تسود المنطقة سواء التيار الشيوعي أو التيار الديني المحلي أو الخارجي المتمثل في الثورة الإيرانية، وتباينت اتجاهات المثقفين والناشطين من أبناء البلدة، ولكن الآن برز اتجاهان كما يذكر الأستاذ جعفر الشايب (في مقاله بجريدة الشرق) هما: الاتجاه الأول اتخذ من الجريمة وسيلة لترويع الآمنين ونشر الفساد والعبث بمصالح المواطنين والتعدي على مؤسسات الدولة ومنشآتها. وقد أدرك أبناء المجتمع خطورة هذا التوجه الذي استغل صعوبة الوصول إلى البلدة وانتشار المزارع فيها ليمارس مختلف أشكال الجرائم بعيدا عن أعين الرقابة والمتابعة الأمنية. والاتجاه الثاني جاء متفاعلا مع أحداث الوطن العربي ومتبنيا لمطالب اجتماعية قائمة، وعبر عن ذلك بمسيرات متواصلة ما لبثت أن لقيت صدى وتفاعلا في مختلف مدن المحافظة، إلا أنها استجابت مع إجراءات الدولة بمنعها ومواقف الشخصيات الاجتماعية والدينية ورجالات العوامية وتوقفت عن النهج الصدامي منذ حوالي عام. تكمن المشكلة في تداخل الاتجاهين مع بعضهما، ومحاولة جماعات الإجرام الاختفاء حول الاتجاه المطلبي وأخذه كذريعة لمواصلة أعمالها الجنائية التي لم يسلم منها الأبرياء من المواطنين بل ودفع كثير منهم جراء مواقفهم المعارضة لذلك أثمانا باهظة.زرت العوامية مرارا؛ والتقيت بالعديد من أهلها واللجان الشعبية والاجتماعية بها ولطالما دار الحديث عن التهدئة والرغبة في الحياة السلمية الآمنة، وهذا ما يرجوه الأهالي ويطمحون إليه وسيكون قريبا إن شاء الله.