باب مكة

كيف كان يوم الحجاج في عرفة؟

مع بزوغ الفجر وكل حاج يسابق قلبه في الوصول إلى موقف عرفة، جموع غفيرة سائرة ومترجلة، محفوفة بالبياض، مغموسة في الطمأنينة، تشكل قبيلة كبيرة بعضها من بعض. الكل مشغول بأن ينزع عن روحه كل تراكمات الأيام والذنوب بالدعاء. لا شاهد على تلك الوجوه الباكية فرحا من وصولها لموقف الغفران، وحزنا لكثرة ذنبها الذي يغرق ذلك الفرح، سوى الله. موقف تتوحد فيه اللغة، العربي والأعجمي ينادي ملبيا: لبيك اللهم لبيك، دون أن يتعثر لسانه ولفظه. في هذا الموقف تتوحد الصورة، كل الوجوه ضاحكة باكية في آن واحد، ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون. وقفوا في عرفة، وعاشوا يومهم بأقل قدر من التكلف، بأكبر حصة من البساطة والعفوية، إنهم يحبون أن يعودوا أبرياء. (تصوير: أحمد جابر) 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12