ما بين أوبنهايمر وتيلر.. عندما يقف العلم على طرفي نقيض

في كتابه الشيق «عالم تطارده الشياطين» أورد كارل ساجان (1934-1996) عالم الفلك الأمريكي الشهير قصة روبرت اوبنهايمر وإدوارد تيلر

في كتابه الشيق «عالم تطارده الشياطين» أورد كارل ساجان (1934-1996) عالم الفلك الأمريكي الشهير قصة روبرت اوبنهايمر وإدوارد تيلر... وروبرت اوبنهايمر (1904-1967) الملقب بأبي القنبلة النووية عالم الفيزياء الأمريكي الشهير الذي تغير موقفه تماما من السلاح النووي بعد تفجيري هيروشيما ونجازاكي فأراد إقناع الرئيس الأمريكي ترومان بإيقاف سباق التسلح النووي مع الاتحاد السوفيتي فأبعده ترومان وبعد مدة قصيرة وجهت له تهمة عدم الولاء وشهد عليه زميله العالم إدوارد تيلر (1908-2003) الذي تولى مكانه بعد عزله ليشرف على مشروع أسلحة الدمار الشامل واستطاع إنتاج القنبلة الهيدروجينية........ ورغم أن هذه القنبلة الرهيبة كان تصنيعها في الأساس لحسم ميثاق التسلح النووي مع الروس إلا أن الروس كانوا قد تمكنوا من إنتاجها وتجربتها قبل الولايات المتحدة... واستمر الصراع الذي جعل ما أنتجته الدول من السلاح النووي وما فوق النووي يستطيع تدمير الكرة الأرضية عدة مرات. وكان تيلر مجنونا بالقنابل الاندماجية...... ففي عهد الرئيس ريجان اقترح مشروع حرب الكواكب لتدمير أي صواريخ عابرة للقرات عن طريق المسارات الفضائية ويبقى التساؤل أن التقدم العلمي شيء رائع ولكن هناك نموذجين من العلماء نموذج اوبنهايمر الذي استيقظ ضميره فأراد إيقاف الاستخدام القاتل للذرة وأن تعاود استخدامها السلمي وإيقاف كل أشكال السياق النووي وتيلر الذي أمضى عمره يبحث تطويراً واختراعاً للوسائل والأسلحة الأكثر دماراً في تاريخ البشرية. ترى هل كسبت البشرية أم خسرت بهذا التقدم العلمي التطبيقي... ترى لو تحولت الأموال والجهود التي بذلت في مجال التطبيق العسكري للذرة إلى التطبيق السلمي في علاج الأمراض المستعصية واستخدام الطاقة أكان هناك مرض يسمى السرطان الآن أو بيت في قرية في جنوب أفريقيا بدون كهرباء.