الرأي

اجتماعات الصحة هل هي مثمرة؟

إسماعيل محمد التركستاني
الرعاية الصحية الحديثة هي أحد القطاعات المهمة والمؤثرة في المجتمع المدني المتحضر. وإذا أردنا الحديث عن الرعاية الطبية الجيدة، فلا بد من أن نتطرق إلى العوامل التي تساعدنا على تقديم رعاية طبية مميزة تلائم تطلع كل فرد في المجتمع (بجميع طبقاته)، ومن هذه العوامل المؤثرة: المستوى العلمي والمهني لكل من الطبيب، الممرض، الأخصائي (في المجالات الطبية المساندة مثل المختبر، الأشعة، العلاج الطبيعي، العلاج التنفسي وغيره كثير). وإذا كنت تطمح في التطور والتميز (وخاصة في الخدمات الصحية) فلا بد من أن تدرك أن الارتقاء يأتي عن طريق الاهتمام بمستوى العاملين (التعليمي والتدريبي) في القطاع الصحي، وذلك عن طريق تدريبهم المستمر (ما يسمى بالتعليم الطبي المستمر)، إلى جانب الارتقاء بمستواهم التعليمي (وذلك بالحصول على الشهادات العليا) في المجال الطبي (خاصة في الطب وفروعه المختلفة)، حيث لا يمكن للمتمرس فيه (مهنيا) أن يتوقف عند مرحلة دراسية واحدة (وخاصة وأنت تشاهد من حولك في العالم يسعون إلى التخصص الدقيق). وعلى سبيل المثال (لمزيد من التوضيح) عندما يخير المستفيد من الخدمات الصحية في من يقدم له العلاج؟ وهل يفضل الطبيب الاستشاري (وهو الحاصل على شهادة متقدمة ومتخصصة في الطب) أو الطبيب المقيم (وهو الحاصل على شهادة بكالوريوس الطب فقط)؟ إذن، ليس الأمر فقط (محلك سر) ولكن هناك تطويرا لا يمكن تحديد أين تكون نهايته. ومع تطور واتساع مجال الخدمات الصحية المقدمة (ودخول تخصصات طبية جديدة في تطوير وتحسين الخدمات الصحية)، هناك دائما حاجة إلى التواصل (communication) بآليات مختلفة (واستخدام وسائط حديثة) مثل: اللقاءات والاجتماعات والندوات (والبرامج المرئية)، والتي تساعد على ترتيب الأمور المتعلقة بالخدمات الصحية المقدمة من قبل جميع الأطراف، ووضع الحلول المناسبة للعقبات التي تواجه الخدمات الصحية. وكما هو معروف أيضا تعتبر الاجتماعات من أهم عناصر العمل الناجح يتحدد من خلال توصياتها مسار العمل وأهداف المنشأة الصحية وعرض جداول الأعمال وغيرها. ومن هنا أيضا تأتي أهمية هذه الاجتماعات التي تتطلب مهارات تنظيمية عالية من شأنها أن تساعد في التخطيط لاجتماع مثمر وناجح (وقد يكون على العكس!). وللوصول إلى نجاح اللقاءات والاجتماعات لا بد أن تكون هناك إدارة جيدة لها من الصفات والمهارات التحليلية التي تستطيع أن تحقق التفوق في الاتصال والتعاملات بين جميع طوائف مقدمي الخدمات الصحية (كما جاء ذكر ذلك في مقدمة المقال). باختصار.. إن تطبيق مؤشرات الأداء (KPIs) في تقييم الاجتماعات التي تتم سواء في المنشآت الصحية (الكبيرة أو الصغيرة) سوف يساعدنا كثيرا في تحسين مخرجات تلك الاجتماعات، وذلك يكون (التحسين) عن طريق الارتقاء بمستوى العاملين (أعضاء الاجتماع) وتحسين مخرجات تلك الاجتماعات، لأنه (وللأسف) معظم القرارات التي تصدر من تلك الاجتماعات، وخاصة في تحسين الخدمات المقدمة، يكون مصيرها أدراج المكاتب!