التاريخ 8 سبتمبر
السبت / 9 / ذو الحجة / 1437 هـ - 22:00 - السبت 10 سبتمبر 2016 22:00
المكان: دبي دار الحي
الحدث: فيلم بلال
التفاصيل: شخص حالم قرر أن يحرر بطل حلمه من سجن الخيال الصامت البارد، ينزله للميدان، يكسر به قيود الزمان والمكان.
ينفي به القحط ومواسم الجفاف وسنين عجافا، يزيل لعنتها عن جيل كامل عن أناس حرموا معنى أن يهذب الفن أخلاقهم يحاكي هويتهم، يناقش قضاياهم يستثمر مواهبهم وينبت فيهم حدائق يتنفسون من خلالها أكسجين يمطرهم فنا وذوقا وإبداعا!، ليهدي العالم بفعلته حدثا مدويا يشهد عليه العربي والأعجمي، واقفين بذهول على عمل عربي سعودي إسلامي يصحح المفاهيم يعطيهم حجة على أن ديننا بريء من الإرهاب.. يجبرهم على تسجيل أصوات إعجاب يعنون بالخط العريض انتصارات وقفنا طويلا منتحبين على أطلالها، يجبر التاريخ الحديث أن يحجز له حيزا فاخرا ويدون إنجازه في زمن طغى فيه السواد وشاع سفك الدماء كل البلاد!
استدعى من هيبة تاريخنا بطلا تجسدت فيه روح الإسلام الصحيحة ليحفر في ذاكرة الجيل الجديد صورة قدوة عظيم وصحابي جليل، ويطلقها صرخة إنتاج سينمائي عالمي غير مسبوق
لقصة مؤذن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مضت الأعوام متتالية والعمل قائم على قدم وساق كخلية نحل لثلاث سنوات تم فيها جمع فريق العمل من شتى بقاع الأرض اجتمعوا في دبي، وقد كنت محظوظة بزيارتي لأستوديو الإنتاج الخاص بالفيلم، وكم كنت فخورة ومذهولة بالتفاصيل صغيرها وكبيرها، انتظرت اللحظة التي يخرج فيها هذا «الصحابي» لشاشات السينما، كما انتظره حشد كبير من زملاء المهنة وأصدقاء المنتج ممن عشنا معه تفاصيل الحلم، ووثقنا في همته التي لم تخذلنا وجاء الموعد المنتظر ببطاقة دعوة فاخرة موقعة باسم شركة بارجون لصاحبها أيمن جمال لحضور العرض الخاص للفيلم في افتتاح مهرجان دبي السينمائي 2016.
مشينا على السجادة الحمراء والفخر يزف خطواتنا، شاهدنا العرض بعيون قلوبنا التي شهقت فرحا، وأصوات تنهيدات الشوق فينا ارتفعت، وأخيرا عشنا لهذا اليوم الذي نشهد فيه ولادة فيلم بلال، ويكون لنا صوتا مترجما بلغة يفهمها كل العالم، طاف به بين المهرجانات العالمية حاصدا اعترافات بالإتقان وعددا من الجوائز، عاد به على خجل لمكة مسقط رأسه يحمله بين يديه بوجل، اعتلى المسرح في السابع عشر من شهر رمضان المبارك ولم يترك المكان بعد عرض جزء من غزوة بدر المجسدة في أحداث الفيلم إلا وكان البشر والحجر فيه يهلل..!
في مشهد مهيب صفق الكل ودموعهم تغالبهم فخرا بهذا العمل، واليوم ها قد استوفى الفصل الأخير من الوعد، أطلق فيلم بلال في جميع صالات السينما، ليتسابق أبناء بلده بحجز الطيران وأماكنهم برفقة أطفالهم ويشاهدوا العرض!
وصلنا دبي متأخرا راكضين على أقرب صالة سينما في آخر عرض الساعة 11:40م وكانت المقاعد امتلأت بالكامل ما عدا ثلاثة منها كانت تنتظر، ودعت أسرتي عند المدخل مع شوقي لحضوره معهم مره ثانية وثالثة وعاشرة، وانصرفت أكمل هذا المقال الذي وعدت المنتج بكتابته منذ فترة.
وأشارك قوم توتير حسرتهم التي عبروا عنها في وسم #بلال_في_السعودية ممن منعتهم ظروفهم من السفر لحضور العرض وتمنوا لو أن موطن الفيلم كان له نصيب في هذا الاحتفال بمشاهدته في صالات عرض سعودية، لا يوجد لها مانع رسمي بعد إنشاء هيئة الترفيه وتطلع الرؤى الجديدة لإنعاش مصادر الدخل السياحية والاقتصادية لخروجها من الاعتماد على النفط!
كم كان سيكون رائعا، لو أن الأموال هذه صرفت في بلدنا، والفخر الذي نخرج به بعد حضور الفيلم يملأ شوارعنا.. لكنه أول الغيث وقد بدأ بقطرة بلال.. وحتما سيكون غيثا طيبا يمطر قريبا بالخير على مملكتنا الغالية.
انتهى الفيلم مع توقيت إنهائي لهذا المقال، ها قد وصل عمر وابتسامة الحماس تضيء وجهه.. سأنصرف لأرى جمال التفاصيل التي نقشها بلال في قلوبهم .