هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته
كيف لو أنك أخي القارئ كنت واقفاً مع زوجتك وشريكة حياتك في الشارع أو في حديقة ما، وكان هناك (رجال) يرقصون (العَرْضَة) النجدية أو المزمار الحجازي؟ماذا سيكون رد فعلك إذا طلبتْ زوجتك منك مشاهدة الرقص؟وأسألك أيضا: لو كنتَ على طاولة الطعام ومعك زوجتك هل قمت ورفعت لقمة بيدك لتضعها في فمها بينما أنت تنظر إليها نظرة محب عاشق ولهان؟
الاثنين / 30 / جمادى الأولى / 1435 هـ - 01:45 - الاثنين 31 مارس 2014 01:45
كيف لو أنك أخي القارئ كنت واقفاً مع زوجتك وشريكة حياتك في الشارع أو في حديقة ما، وكان هناك (رجال) يرقصون (العَرْضَة) النجدية أو المزمار الحجازي؟ ماذا سيكون رد فعلك إذا طلبتْ زوجتك منك مشاهدة الرقص؟ وأسألك أيضا: لو كنتَ على طاولة الطعام ومعك زوجتك هل قمت ورفعت لقمة بيدك لتضعها في فمها بينما أنت تنظر إليها نظرة محب عاشق ولهان؟ وأسألك أيضا: هل صحبت زوجتك يوما في (تمشية) أو نزهة في (البَرِّ) أو على الشاطئ أو في الصحراء أو في حديقة ما أو على سطح منزلك لتطلب منها أن تتسابق معك؟ وهل طلبت من زوجتك أن تقدم لك مشورة في معضلة واجهتها؟ وهل عملت على أن توجه زوجتك لتكون داعية تحفظ الحديث النبوي وترويه على الآخرين؟ وهل (دَلَّعْتَها) أي دَلَّلْتَها وناديتها بكنية تحبها أو خففت نطق اسمها بحيث لو كان اسمها عائشة فتناديها بعائش أو عيوش. وهل حاولت أن تقبل جبينها بينما تكون مرهقة من عمل البيت لتخفف عنها عناء ما تشكو من إرهاق ولتشعرها بالرحمة والمودة؟ وهل ذهبت يوما لابنتك المتزوجة في دارها واضطجعت بينها وبين زوجها؟ وهل جلست على ركبتيك وسمحت لأحفادك أن يمتطوا ظهرك، فتلعب معهم لعبة الجمل والجمَّال؟ وهل عندما تُحَصِّن نفسَك بالقرآن وتنفث في كفيك، هل مررتَ بكفيك على رأس زوجتك وجسدها لتنال زوجتك شيئا من بركة القرآن الكريم؟ أخي القارئ إن كل ذلك وأكثر منه فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وأهل بيته، فعندما حضر الأحباش للمدينة ورقصوا في المسجد سمح النبي لزوجته عائشة رضي الله عنها بأن تشاهد رقص الأحباش، بينما كانت رضي الله عنها تقف خلفه صلى الله عليه وسلم واضعة خدها على كتفه الشريف تنظر إلى الأحباش وهم يرقصون، وكان يقول لها صلى الله عليه وسلم هل اكتفيت؟ فتقول لا... تريد أن تعرف مقدار حبه لها، فلم ينهرها ولم يقل لها كُفِّى لقد تعبت... مشهد يظهر قمة الحب والعطف والحنان، كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من أحب وأعظم من يُحَب، إن هذا لهو الحب الحقيقي الذي نفتقده في حياتنا الزوجية. كما أنه من النادر ما يرفع الزوج لقمة إلى فم زوجته، بنية السنة وبنية زيادة الألفة والمحبة بينه وبين زوجته وهل إذا ما مررت بمعضلة أو مشكلة فزعت إلى زوجتك تشكو إليها حالتك وتطلب مشورتها؟ لقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السيدة خديجة عندما هبط عليه جبريل في غار حراء وضمه ثم قرأ عليه القرآن ففزع إلى خديجة رضي الله عنها. وفعل ذلك مع السيدة أم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه أن يذبحوا هديهم ويحلقوا رؤوسهم، فلم يفعلوا متأثرين من موقف الصلح، فدخل على أم سلمة في خيمتها فأشارت عليه أن يخرج عليهم فيذبح هديه وينادي على حلاقه ليحلق له، ففعل فامتثل أصحابه أوامره واقتدوا به فذبحوا هديهم وحلقوا رؤوسهم، وكان ذلك بفضل مشورة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها. وانظروا إليه صلى الله عليه وسلم كيف كان يطلب من الجيش (انتبهوا الجيش) أن يتقدم فيقوم فيسابق زوجته، فسبقته مرة وسبقها أخرى... ما أجملك وأعظمك وأكرمك يا سيدي يا رسول الله. بالله عليكم هل رأيتم أو سمعتم أو قرأتم عن رجل أعظم من رسول الله؟ لا والله فهو أعظم الرجال وأكمل الرجال وأفضل الرجال بل هو أفضل مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى، فاللهم صل وسلم وبارك عليه، كان يحب زوجاته، يسعدهن ويفرحهن ويتحسس رغباتهن صلى الله عليه وسلم، كما كان يهتم بهن في جميع مجالات الحياة الدينية والدعوية والاجتماعية والثقافية. روت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، فهي من المكثرين في رواية الحديث، وكان صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء) انظروا كيف ينعتها بالحميراء أي المرأة ذات الوجه الأبيض المشرب بحمرة، كما كان يناديها بـ(عائش) يدللها صلوات الله وسلامه عليه. وهل تبحث أخي القارئ عن موضع فم من الكأس التي تشرب منه زوجتك لتضع فمك عليه!!!. هل تحريت مكان يدها في صفحة الطعام لتضع يدك مكان موضع يدها لتأكل منه؟ لقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إنه مرة زار ابنته فاطمة رضوان الله عليها فوجدها مضطجعة مع زوجها علي رضي الله عنهما في فراشهما فوضع نفسه بينهما يحدثهما. فهل فعلنا ذلك؟ لا أظن ذلك لأن الابنة وزوجها لن يسمحا بذلك! أرأيتم كيف أننا بعيدون عن السنة المطهرة وخاصة فيما يتعلق بالمعاملات الأسرية. فلماذا لا نطبق السنة النبوية في بيوتنا ومع زوجاتنا وأهل بيتنا مع بناتنا وأولادنا وجيراننا وأصدقائنا، لنعيش حياة هانئة سعيدة يرفرف عليها الحب والود والتفاهم، وتظللها المودة والرحمة. فلو فعلنا ذلك لتغيرت حياتنا ولتغير أسلوب تعاملنا ولقل معدل الطلاق الأعلى في العالم عندنا، ولتقلصت العنوسة ولأقفلنا دور الحماية والرعاية، فهل نبدأ؟