الرأي

سيمفونية

فراس الحربي
ليست اللذة أن تأتيك القهوة في الصباح الباكر دون عناء، وليس للحلم أن يتحقق عند استيقاظك دون أن تسعى له،ولا لأحد أن يخبرك بما يشعر به تجاهك دون أن تبادر أنت، ليست الحياة بالتمني! أن تستيقظ صباحا وتعد قهوتك بنفسك، تلك هي السعادة فليس بوسع أحدهم أن يصل لذائقتك الخاصة في تذوق السمراويات، ولا الحلم آت دون أن يعمل مقود مركبتك وتتولى قيادتها نحوه، ولا لكائن أن يبادر إليك دون أن تبدأ بالمبادرة أولا. كذلك القانون لن يحميك إن لم تعِ به وتتسلح بنصوصه، فالجهل لا يعتد به مطلقا في كل مناحي الحياة. إن كنت تملك حلما فأول ما يجب عليك فعله هو حمايته، ثم الخروج بذلك الحلم إلى النور، مع كل إشراقه للصباح عليك العمل على تجسيده واقعا، قد لا يتقبله المحيط كون المحيط يمتلك حلما سائدا وتقليديا، وكذلك القهوة قد تكون تقليدية. فاصنع ما تؤمن به على الوتر الذي تود أن تكون عليه مقطوعتك الموسيقية. أن تملك الشجاعة، هي أن تتشبث بالفكرة وتدعها تنجز، يقول بول آردن «حتى الفكرة السيئة إن نفذت تصبح أفضل من فكرة جيدة بقيت فكرة». لذلك أنا أيضا نجحت في المبادرة نحو شخص ما، وفشلت في إيجاد عنوان لهذا المقال. ولكنني عزفت سيمفونيتي.