الرأي

ماذا يحدث في حفر الباطن؟

خالد العبيوي
من يزر حفرالباطن ويسر في شوارعها فسيشعر للوهلة الأولى أن بلديتها لديها مشكلة في مسألة النظافة ومستوى العناية بالشوارع والطرقات. تنظر في الشوارع فترى أكداسا من القمامة والأوساخ عند كل بيت وبكل طريق، وكأنه لا توجد بلدية في المحافظة مسؤولة عن كل ذلك، هذا بخلاف التكسير والمطبات العشوائية، والطرق الخطرة التي لا تصلح لسير السيارات، فضلا عن المشاة! إننا كمواطنين نتساءل: أين تذهب أموال الميزانية المخصصة لهذا الأمر؟ أين سيارات البلدية؟ ولماذا لا تجوب الشوارع بانتظام؟ وقد يمر اليوم واليومان ولا تمر سيارة البلدية ببعض الأحياء إلا على استحياء أو كتأدية واجب. لقد شكا إلي بعضهم من تراكم القمامة والأتربة حتى بالشوارع الرئيسية، مما يعيق حركة السير ويسبب الحوادث. والعجب أن ترى المطبلين من أصحاب المصالح يدشنون حملة البلدية للنظافة ويطلبون عون المواطنين، وكأن التقصير منهم! لا شك هناك تقصير لديهم، لكن التقصير الأعظم من الجهة المسؤولة التي لا تقوم بواجبها، ولن ينفعهم تطبيل المطبلين إذا وقفوا أمام الله عند الحساب. أما إدارة الأوقاف والمساجد في حفر الباطن فالحديث ذو شجون. هذه الإدارة الوحيدة التي تحظى بدعم قوي وميزانية كبيرة، تجد معظم أعمالها قائما على «فزعة» المصلين واهتمامهم بالمسجد. عدد مساجد المحافظة يقرب من ألفي مسجد، والصيانة تغطي مئتي مسجد، أي ما نسبته 10%‏ من مساجد المحافظة. أما الواسطة والمحسوبية فهما عنوان العمل بها، والقيام على صيانتها، وإذا تكلمت وطالبت بالاهتمام يقال لا توجد ميزانية كافية ولو عندك جهد فافزع معنا، فهل يعقل هذا الكلام؟ نحتاج إلى وقفة حاسمة مع هاتين الإدارتين، البلدية والأوقاف والمساجد، ولا بد للمحافظة من دور رئيسي في الرقابة والمتابعة والجزاء. إننا نتطلع أن نرى مدينتنا جميلة ونظيفة بصورة مستمرة، يهتم مسؤولوها بأداء واجبهم، ويحرص أبناؤها على استمرار النظافة والنظام. فهل هو حلم بعيد المنال؟